الأولى:-قراءة القرآن والنفث على المريض ، ويُختار لذلك ما يُناسب المريض .
كان إذا اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رَقَاه جبريل قال:-(باسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ،
ومن شر حاسد إذا حسد ، وشر كل ذي عين) . رواه مسلم .
وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال:-يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم .
قال:-(باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله أرقيك) .
رواه مسلم .
وروى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا اشتكى
نفث على نفسه بالمعوذات ، ومسح عنه بيده ، فلما اشتكى وجعه الذي توفِّي فيه طَفِقْتُ أنفث على نفسه
بالمعوذات التي كان ينفث ، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه .
وفي رواية لمسلم : كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح
عنه بيده رجاء بركتها .
(ومن ذلك أيضا النفث بعد قراءة الفاتحة على الشخص الملدوغ).
---------------------------------------------
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:-نزلنا مَنْزِلا فأتتنا امرأة فقالت : إن سيّد
الحي سليم لُدِغ .
فهل فيكم من راقٍ ؟ فقام معها رجل مِنّـا – ما كُـنا نظنه يُحسن رقية – فَرَقَـاه بفاتحة الكتاب فَبَرَأ ، فأعطوه
غَنَمًا وسَقَونا لَبنا ، فقلنا : أكنتَ تُحسن رقية ؟ فقال : ما رقيته إلاَّ بفاتحة الكتاب . قال : فقلت : لا تحركوها
حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له ، فقال : ما كان يُدريه
أنها رقية ؟ أقسموا واضربوا لي بسهم معكم .
--------------------------------------------------------------------
(الثانية:-المسح بالرِّيق).
-----------------
قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في الرقية:-تُربة أرضنا ، ورِيقة بعضنا ،
يُشفى سقيمنا ، بإذن ربنا . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم:-أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة
أو جرح قال النبي (صلى الله عليه وسلم) بإصبعه هكذا -
ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها:-(باسم الله ، تربة أرضنا ، بِرِيقَة بعضنا ، ليُشْفى به سَقيمنا ، بإذن ربنا)
قال الإمام النووي:-ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق
بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ، ويقول هذا الكلام في حال المسح ، والله أعلم .
وقال أيضا:-قال جمهور العلماء:-المراد بأرضنا هنا جملة الأرض .
وقيل : أرض المدينة خاصة لبركتها . والرِّيقة أقل مِن الريق . اهـ .
وقال الحافظ ابن حجر : وقوله : "بِرِيقة بعضنا " يدل على أنه كان يَتْفُل عند الرُّقية .
ونَقَل عن القرطبي قوله:-فيه دلالة على جواز الرقي من كل الآلام وأن ذلك كان أمرا فاشيا معلوما بينهم .اهـ .
وقال ابن حجر:-تنبيه أخرج داود والنسائي ما يُفَسَّر به الشخص المرقي ، وذلك في حديث عائشة أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) دخل على ثابت بن قيس بن شماس وهو مريض فقال:-اكشف البأس رب الناس ، ثم
أخذ ترابا مِن بُطحان فجعله في قَدح ، ثم نَفث عليه ، ثم صَـبَّـه عليه .
الثالثة:-أن يُقرأ في ماء ثم يُصَبّ على المريض ، ويشرب منه . أو يُكتَب له بعض الآيات بماء الزعفران على
إناء نظيف ثم يُغسل ويُشرَب .
لَمَّا اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ،
فقال : ما رأيت كاليوم ولا جِلد مخبّأة ! فَلُبِطَ بِسَهْل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : يا
رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه ، وما يفيق . قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ قالوا : نظر
إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيّظ عليه ، وقال : علامَ يقتل أحدكم أخاه ؟
هلا إذا رأيت ما يعجبك برّكت ؟ ثم قال له : أغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه ، وركبتيه وأطراف رجليه
، وداخِلة إزاره في قدح ، ثم صبّ ذلك الماء عليه ، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ، ثم يُكفئ القدح
وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس . رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما .
ومعنى يُكْفِئ : أي يَقْلِب .
ولعله من التفاؤل بانقلاب حال المريض وتغيّرها من المرض إلى السلامة .
(ونَقَل ابن القيم عن الزهري قوله).
-------------------------
يَؤمَر العائن بِقَدَحٍ فيُدخل كَفّـه فيه فيتمضمض ثم يمجّه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده
اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسِل داخلة
إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يُصَبّ على رأس الرجل الذي تُصيبه العين من خَلْفِه صَبّة واحدة .
(فهذا الطبّ النبوي والطريقة السلفية لعلاج العين ، إذا عُرِف العائن).
-------------------------------------------------
قال الخلال : حدثني عبد الله بن أحمد قال : رأيت أبي [ يعني أحمد بن حنبل ] يَكتب للمرأة إذا عسر عليها
ولادتها في جَامٍ أبيض أو شيء نظيف ...
وقال الخلال : أنبأنا بكر المروزي أن أبا عبد الله [ يعني أحمد بن حنبل ] جاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله
تَكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ؟ فقال : قال له : يَجِىء بِجَامٍ واسع وزعفران ، ورأيته يكتب
لغير واحد .
ذَكَرَه ابن القيم رحمه الله ثم قال:-ورخّص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشُربه ، وجعل ذلك من
الشفاء الذي جَعَل الله فيه . اهـ .
الرابعة:-الكتابة على ما يُمكن الكتابة عليه ، مثل بعض التقرّحات الجلدية ، ومثله كثرة الرعاف ، فيُكتَب على
جبهة المريض .
قال ابن القيم رحمه الله :-كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله يَكتب على جَبهته
( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ) .
وسمعته يقول : كتبتها لغير واحد فَبَرأ . فقال : ولا يجوز كتبتها بدم الرّاعف كما يفعله الجهال . اهـ .
فتُكتَب على جبهته بماء الزعفران ونحوه .
الخامسة:-الضرب غير الْمُبرِّح ، وذلك يكون على بدن المصروع ، الذي تصرعه الجن .
قال ابن القيم:-الصَّرع صَرعَان:-1-صَرْع مِن الأرْوَاح الْخَبِيثَة الأرْضِيَّة.
2- وصَرْع مِن الأخْلاط الرَّدِيئة .
والثَّاني هو الذي يَتَكَلَّم فِيه الأطِبَّاء في سَبَبِه وعِلاجِه ، وأمَّا صَرْع الأرْوَاح فَأئمَّتُهم وعُقَلاؤهم يَعْتَرِفُون بِه ولا
يَدْفَعُونه ، ويَعْتَرِفُون بِأنَّ عِلاجَه بِمُقَابَلَة الأرْوَاح الشَّرِيفَة الْخَيِّرَة العُلْوِيَّة لِتِلْك الأرْوَاح . اهـ .
ومِمَّا يَدُلّ على صَرْع الْجِنّ للإنس مَا رَوَاه ابنُ ماجه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه قال : يا
رَسُول الله عَرَض لي شَيء في صَلَوَاتي حتى مَا أدْرِي مَا أُصَلِّي . قال : ذاك الشَّيْطَان ، أدنُـه ، فَدَنَوتُ مِنه ،
فَجَلَسَتُ على صُدُور قَدَمَي ، قال: فَضَرَب صَدْرِي بِيَدِه ، وتَفَل في فَمِي ، وقال : اخْرُج عَدَوّ الله - فَفَعَل ذلك
ثَلاث مَرَّات - ثم قال: اِلْحَق بِعَمَلِك . فقال عثمان : فَلَعَمْري مَا أحْسَبُه خَالَطَني بَعْد .
ومَا رَواه ابن أبي شيبة والدارمي وعَبْدُ بن حُميد مِن حديث جابر رضي الله عنه ، وفِيه : أنَّ امْرَأة أتَتِ النبي
(صلى الله عليه وسلم) فَقَالَتْ : إنَّ ابْنِي هَذا بِه لَمَم مُنْذ سَبْع سِنِين ، يأخُذه كُلّ يَوم مَرَّتَين ، فَقَال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم):-ادْنِيه ، فأدْنَتْه منه ، فَتَفَل في فِيه ، وقال : اخْرُج عَدَوَّ الله ، أنَا رَسُول الله .
وعلى كلٍّ باب الرقية واسع ، ويرى بعض العلماء أن ما ثبت بالتجربة في الرُّقية ونحوها أنه لا بأس به .
وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نَـرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى
في ذلك ؟ فقال : اعْرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك .