العشر أحد النباتات المشهورة في السودان والمملكة العربية السعودية وهو نبات شجيري
معمر دائم الخضرة يصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار.
أفرع النبات متخشبة هشة، لحاؤها اسفنجي، الأوراق كبيرة، لحمية ذات
لون أخضر مزرق ليس لها عنق.
تحتوي جميع أجزاء النبات عصارة لبنية غزيرة.
الأزهار مخضرة من الداخل بنفسجية من الخارج وتوجد على مدار العام.
الثمار جرابية تقع في أزواج، اسفنجية كبيرة تشبه المنقة، لونها أخضر باهت، البذور
بيضاء يكسوها شعر حريري أبيض ناعم جداً وهذه عبارة عن ألياف حريرية طويلة
ولامعة تتصل بالبذور من جهة طرفها المدبب.
الموطن الأصلي لنبات العشر: المملكة العربية السعودية وجميع البلدان
الصحراوية والهند وأفغانستان وباكستان وأغلب المناطق الرملية.
نادراً ما يوجد على الكثبان الساحلية ويفضل الأماكن الجافة التي يصيبها قليل
من المطر وقد يموت إذا روي بكثرة أو إذا ما تجمعت مياه الأمطار في مواقع نموه.
يعرف العشر بعدة أسماء شعبية مثل الخيسفوج، الأشخر، الوهط، عشار،
كرنكا، برمباك، برنبخ. ويعرف علمياً باسم: Calotropis Procera
الجزء المستخدم من نبات العشر القشور، الأوراق، الأزهار، العصاء اللبنية. المحتويات الكيميائية لنبات العشر
يحتوي على جلوكوزيدات قلبية من أهمها عشرين، عشراوين، وكالولزوباجنين،
كلاكتين، وكالوتو يحتوي على مدارين، وجيجافتين، ومواد راتنجية وقلويدات
وهو عشارين، وفوروشارين. وكذلك مواد مرة. أما العصارة اللبنية فتحتوي
على كاوتشوك، تربزين، الفاوبيتا، كالوتربيول، بروتيوكلاستيك انزايم مماثلة
لأنزيم بابين أما القشور فتحتوي جيجانتول وايزوجيجانيتول. الاستعمالات
الشعبية والدوائية للنبات: لقد استعمل العشر من مئات السنين في المداوة
حيث ورد ذكر نبات العشر (الأشخر) في الطب المصري القديم فقد ورد
في قرطاس "هيرست" الطبي وصفة تتعلق بالأوعية الدموية يدخل فيها
الأشخر وهي مكونة من أشخر + دوم + دقيق قمح بحيث يطحن الجميع
ويوضع على المكان المصاب.
كما ورد ذكر العشر في تراث الطب العربي القديم حيث يقول التركماني (694ه)
في كتابه المعتمد في الأدوية المفردة، إن لنبات الأشخر تأِثيرات طبية مثل مسهل
وينفع من السعفة والقوباء طلاءً، وسكر العشر جيد للمعدة والكبد وينفع الكلى
والمثانة، وينفع من البياض العارض في العين إذا اكتحل به وهو يحد البصر.
ويقول أيضاً إن لبنه من السموم القاتلة حيث يفتت الكبد والرئة.
ويقول داود الانطاكي في العشر إن من فوائده الطبية أن النبات إذا طبخ في الزيت حتى يتهرأ ابرأ من الفالج
والتشنج والخدر طلاءً. أما اللبن فيأكل اللحم الزائد وينفع من القراع ويسقط الباسور
طلاءً ويطرد البق بخوراً وفرشاً.ويقول داستور من الهند إن مختلف أجزاء النبات
ذات أهمية اقتصادية.
العصير اللبني للنبات يحتوي على انزيم هاضم للبروتين، يشبه الببسين
وفي الهند يستخدم اللبن في تحضير خميرة تعرف باسم "جلاى"
كما يحضر منه شراب غير سام يعرف باسم (بار).
كما يعطي النبات أليافاً قوية بيضاء حريرية تشبه في خواصها ألياف الكتان.
وهي واحدة من الألياف النباتية القوية التي تقاوم الماء العذب والماء المالح.
وتستخدم هذه الألياف في صناعة خيوط حيالة الملابس وخيوط السجاد
وشباك صيد الأسماك وصيد الطيور وصناعة الملابس.
أما الفحم الناتج من حرقها فتستخدم في صناعة البارود.
ويقول الشوربجي في العشر إنه يستعمل كملين للأمعاء، طارد للديدان، ودواء للقرحة، الرماد مقشع للبلغم
ودواء لحصر البول، الأوراق توضع ساخنة على البطن لشفاء ألم المعدة، الأزهار
مقوية فاتحة للشهية، علاج للربو، وتستعمل الأزهار في الهند لعلاج الكوليرا،
العصارة اللبنية تستعمل لعلاج البثرات الجلدية.أما عقيل ورفاقه من السعودية
فيقولون إن الأزهار تستعمل لعلاج الربو، ويعتقد أنها تساعد على الهضم.
والعصارة اللبنية مسهل قوي وتستخدم في الوصفات المضادة لآلام الروماتيزوم
وسعال الشعب الهوائية.
وتستخدم قشرة الجذور كمعرقة، وطاردة للبلغم ومقيئة وضد الدسنتاريا.
وتوضع الأوراق المدفأة موضعياً لعلاج الصداع وآلام المفاصل. ويستعمل مسحوق
الأوراق المحروقة مخلوطة مع العسل لعلاج الربو الشعبي والسعال المنتج للبلغم.
ويقول ملير إن العصارة اللبنية توضع على رؤوس الدمامل فتفجرها.
كما تستخدم لعلاج الأمراض الجلدية. إلا أن استخدام اللبن بكثرة قد يسبب
التقيحات كما يستخدم الحليب لعلاج اللشمانيا..
ويعتبر نبات العشر من النباتات السامة وخاصة العصارة اللبنية إلا أن هذا النبات
يعتبر من أهم النباتات الاقتصادية، فهذا النبات الذي ينمو بشكل كبير في جميع
أرجاء العالم والذي يتحمل العطش والذي يعتبر مهملاً قد أصبح حالياً من أهم النباتات
التي استغلت استغلالاً تجارياً في صناعة وإنتاج الألياف الحريرية التي تستعمل
في أغراض متعددة وقد زرع في آلاف من الأفدنة في كل من جزر الهند الغربية
وأمريكا اللاتينية لهذا الغرض.
تعتبر الأعشاب الطبيعة من أهم العلاجات الناجعة التي تساعد على الشفاء من أصعب الأمراض.