يقول أهل العلم إن للسحر أنواعا عديدة سنذكرها بإذن الله تعالى حتى يتسنى للمسلم الصادق معرفتها ومن ثم الحذر منها بنفسه ، وتحذير غيره منها لأنها سبب في الوقوع في ظلمات الكفر وغالبه الشرك ، وفيها بعد عن الله تعالى ، وتكذيب له ، وتصديق للشيطان وأعوانه ، فمن أنواع السحر ، ما يستخدمه الساحر وهذا النوع ينقسم إلى عدة أنواع .
أولا / السحر التخيلي:-
وليس له حقيقة ، وإنما هو خيال وشعوذة ، وهو ما يسمى بالقمر فالساحر بخيل للناس شيئا وهو ليس حقيقة ، كان بخيل للناس انه دخل النار ، وانه يمشى على حبل كالذي يحصل في السيرك ، أو بخيل للناس إن السيارة تمشى على بطنه ، أو يطعن نفسه بسيف ، أو يثنى الحديد برقبته أو بعينه ، فكل ذلك من السحر التخيل ، والذي يتم بمساعدة الجن.
ثانيا / السحر التفريق:-
يعتبر سحر التفريق من أكثر أنواع السحر انتشارا وهو غالبا ما يكون بين الزوج والزوجة أو الأخ وآخيه أو بين الأب وابنه أو بين إلام وأولادها وبناتها أو حتى بين الشريك وشريكه في العمل وأسبابه الحقد أو المصالح الشخص لا يروق له إن يرى علاقة مثالية بين اثنين .
ثالثا / السحر المحبة :-
تحقيق أمنية الارتباط بفتاة لا تريده أو شابة تطمح بالارتباط بشاب لا يطيقها وهناك أمور كثيرة شبيهة بذلك ، وأخطرها إن يقوم رجل بجلب امرأة متزوجة لهدف فعل الزنا بها ، او تقوم امرأة بجلب رجل لنفس الغرض فكل ذلك حرام ولا يجوز التعامل به .
رابعا / سحر ربط عن الزواج :-
هذا النوع من السحر منتشر كثيرا في هذه الأيام ، ويقع الكثير من العرسان في هذا السحر ، وهو ينشط في ليلة الزفاف وتكون تأثيراته واضحة ، وهو إما إن يصيب العريس أو يصيب العروس أو يصيب الاثنين معا ، وهدف السحر إن لا يوفق العروسان ، وهناك من يستمر هذا الحال معهم أسبوعا أو شهرا أو عدة أشهر أو سنة أو أكثر ، ويلجا بعضهم إلى الأطباء فيأخذون الحقن .... الخ وهناك من يصبر وهناك من يرى انه متضرر ويرى إن الحل هو الطلاق يقوم باتهام الطرف الأخر بان العيب فيه.
خامسا / السحر الجنون :-
هذا السحر يستهدف العقل بحيث يفقده صوابه .
سادسا / السحر الخمول :-
هذا السحر يستهدف إعماله بحيث يقعده عن اى عمل .
سابعا / السحر المريض :-
هذا السحر يستهدف تعطيل اى جزء من أجزاء الإنسان دون مرض بين .
ثامنا / السحر عدم الحمل او تسقط المراة وتنزف :-
هو العقم الذى يسببه الجن ( سحر – مس ) بان يفسد البويضات المراة فلا يتم الاخصاب داخل الرحم وذلك ما نسميه ( المراة لا تحمل ) او بان ينتظر الجن حتى يتم الاخصاب ويكتمل الحمل ولكن بعد عدة شهور يركض الجن بالرحم فينزل دما ويحدث الاجهاض و النزيف وذلك ما نسميه ( المراة تسقط وتنزف ) .
أنواع السحر التي يستخدمها السحرة :-
السحر عدة طرق لسحر من أرادوا إذاه والنيل منه وهذه الطرق تكون حسب طبيعة المسحور فالسحر تختلف طريقة وضعه للمسحور ، ومن تلك الطرق .
1- السحر المأكول والمشروب : اى ما يجعل مع الطعام والشراب وهو اشد أنواع السحر تأثيرا على المسحور .
2- السحر المشموم : مايخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور ويعتبر أيضا من اخطر أنواع السحر .
3- السحر المعقود : كل ما يمكن عقده والنفث عليه .
4- السحر الأثر : ما يؤخذ من اثر المسحور ويعمل منه السحر .
5- السحر المنثور : كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر فى الغرف وعند مداخل البيوت .
6- السحر المرشوش : كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .
7- السحر الطلاسم : وهى أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة ، لكن السحرة يعرفونها جيدا .
8- المرصود: يرصد لطلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجنا البحر والدم.
أنـواع الســـحر في رأي بعض فقهاء المســـلمين
تناول بعض فقهاء المسلمين وكبار المفسرين موضوع السحر بالشرح و التحليل منذ فجر الإسلام ذاكرين الأنواع المختلفة من السحر ومدى صحته أو بطلان كل نوع من تلك الأنواع ومن هؤلاء العلماء القرطبي الذي قال : ( ومن السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة ومنه ما يكون كلاما يحفظ ورقى من أسماء الله وقد يكون من عهود الشياطين , ويكون أدوية وأدخنة وغير ذلك )
أما الفخر الرازي فيذكر في تفسيره ثمانية أنواع للسحر :-
الاول :-
سحر الكذابين و الكلدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة السيارة ( وكانت الكواكب المعروفة هي سبعة في هذا الوقت ) وكانوا يعتقدون أنها مدبرة العالم وأنها تأتي بالخير والشر , وهؤلاء هم الذين بعث الله تعالى إبراهيم الخليل عليه السلام ليبطل قولهم ويرد مذاهبهم .
الثـاني :-
فهو سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية , واستدل على أن للوهم تأثيرا قويا بأن الإنسان يمكنه السير على الجسر الموضوع على وجه الأرض ولكنه يفشل في السير عليه إذا كان ممدودا على نهر في الهواء , وقال أيضا : لأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام فقد نهى الأطباء المصروع عن النظر إلى الأشياء القوية اللمعان أو الدوران . وهذا النوع تمثله تماما عملية الحسد والتي تنشأ عن قوة ذاتية في الحاسد , وقد أجمع العلماء على أن الإصابة بالعين حق واستدلوا على ذلك بما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين )) ,, وكلما كانت النفس قوية متمكنة كلما استغنى صاحبها عن الآلات و الأدوات التي تساعد في إتمام التأثير على الآخرين أما إذا كانت النفس ضعيفة فإنها تحتاج للإستعانة بالآلات و الأدوات .
الثالثة :-
هو الإستعانة بالأرواح الأرضية وهم الجن , وهم قسمين : مؤمنون وكفار أي الشياطين , وقال : إن أصحاب التجارب شاهدوا أن الإتصال بهذه الأرواح الأرضية يحدث بأعمال سهلة قليلة من الرقى و الدخان ,, وهذا النوع هو المسمى بالعزائم و عمل التسخير .
الرابع:-
هو التخيلات و الأخذ بالعيون والشعوذة , ويبنى هذا النوع على خداع الناس عن طريق لفت أنظارهم إلى شيء معين يجعلهم الساحر يحدقون فيه وأثناء استغراقهم في ذلك يقوم بعمل شيء آخر في سرعة شديدة ويخرج على الناس بشيء لم يكونوا يتوقعونه قط , وهذا النوع من السحر يكاد ينطبق في أيامنا هذه على أعمال الحواة وعمليات التنويم المغناطيسي .
الخامـس:-
هو السحر القائم على تركيب الآلات الهندسية بطريقة خاصة مثلا عمل شكل يمثل فارسا على فرسه ويحمل بوقا في يده كلما مضت ساعة من النهار ضرب بالبوق من غير أن يمسه أحد , ومن الملاحظ أن إطلاق لفظ السحر على هذا النوع من الألعاب لم يعد مألوفا لدينا في الوقت الحالي الذي تقدم فيه العلم بصورة خطيرة جدا وصارت تلك الألعاب التي تصدر أصواتا معينة أو تأتي بحركات منتظمة دون أن يمسها أحد صارت شيئا عاديا وليس فيها وجه من وجوه الغرابة .
السادس :-
هو ما يتم فيه الإستعانة بخواطر الأدوية و المستحضرات الكيميائية .
السابـع:-
هو التعليق للقلب . وهو أن يدعي الساحر أنه قد توصل إلى معرفة الإسم الأعظم وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور , وعندما يلقي الساحر هذا الكلام على أسماع مستمعين ضعفاء العقول والنفوس قليلي التمييز فأنهم يعتقدون أن كلام الساحر حق وتتعلق به قلوبهم ويحصل في نفوسهم نوع من الرعب والخوف , وعندما يحدث الخوف للإنسان يضعف إحساسه وإدراكه للأمور ويتمكن الساحر عندها من أن يفعل به ما يشاء ويوحي إليه بما يريده , وهذا النوع من السحر موجود في الوقت الحالي تحت اسم الإيحاء .
الثامن :-
هو السحر بالنميمة بين الناس للإيقاع بينهم حقدا وغلا من السحرة وذلك يتفق مع ما ذكر سابقا من نزعة الشر والحقد المتأصلة في نفوس السحرة وميلهم القوي إلى الإيقاع بين الناس والتفريق بينهم وذلك سيرا على تعليمات سيدهم ومرشدهم إبليس اللعين .
تعريــف بعــض علــوم الســــــحر
علم التنجيم :-
علم التنجيم أو علم النجوم هو علم يهدف إلى معرفة الحوادث المستقبلية عن طريق أوضاع الأفلاك والكواكب المختلفة ومقارنتها بما يسمى أوضاع التثليث والتربيع والتسديس وغيرها من الأوضاع التي لها مدلولات خاصة وينقسم هذا العلم بصفة عامة إلى ثلاثة أقسام : الأول : الحسابيات : وهي العلوم اليقينية ولا مانع شرعا من تعلمها الثاني : الطبيعيات مثل الإستدلال على الأحداث من انتقال الشمس في البروج الفلكية إلى الفصول كالحر والبرد أو اعتدال الجو , وهذه أيضا لا مانع من تعلمها . الثالث : الوهميات وهي الإستدلال على الحوادث والتنبؤ بها باستخدام القوى السفلية . وقد نهى الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم عن تعلم هذه العلوم السفلية والإكتفاء بمعرفة النوعين الأولين فقط لاستخدامهما في الأعمال النافعة , وفي الحديث الذي رواه ابن مردويه وورد في الجامع الصغير للسيوطي (( تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا )) العزائم مأخوذة عن العزم وتصميم الرأي على شيء معين وعقد النية عليه , وذلك بالتعزيم والتشديد على الجن والشياطين , وذلك بكلمات وأقوال معينة , وينهي ذلك بكلمة عزمت عليكم وبالتالي فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه , وقد أجمع العلماء والمفسرون القدامى على أن الجن والشياطين مسخرون لخدمة الأنسان ومنهم هؤلاء الجواسيس والأشرار الذين ينقلون للإنسان بعض ما يصل إلى سماعهم من أخبار وأوامر .
علم الطلاسم :-
هو العلم بكيفية التأثير في العناصر المختلفة باستخدام المعرفة بأحوال تفاعل القوى الخفية السماوية بالقوى الأرضية باستخدام بخور مقوية تجلب روحانيات الطلسم , وذلك من أجل الحصول على أفعال غريبة أو التأثير في بعض النواحي وإفسادها , وطرق التوصل إلى الطلاسم شديدة العناء والصعوبة .
علم التنويم المغناطيسى :-
يتم عن طريق تأثير شخص قوي على شخص أضعف منه يكون في حالة وسط بين التنويم واليقظة يتم فيها طرد كل الأفكار من ذهن الشخص الآخر وإحلال الأفكار المطلوبة محلها ويكون له تأثيرا قويا .
خط الرمل :-
يلجأ بعض المنجمين إلى رسم خطوط وأشكال مختلفة على الرمال , وذلك بهدف استطلاع الغيب وكشف المجهول وغوامض الأمور أو معرفة خفايا سعادة أو شقاء الإنسان , وذلك عن طريق قراءة ما يوحيه أثر الخط أو الأشكال المتكونة من الخطوط . ويتم تكوين ستة عشر شكلا يتم تمييزها وتسميتها بأسماء مختلفة ويتعلق بعضها بحالات السعد والبعض الآخر بحالات النحس, ولكن ذلك من الخرافات والادعاءات ولا يوجد دليل على صحة هذه التقسيمات . لأنه لا يعلم الغيب إلا الله تبارك وتعالى وكل ما عدا ذلك فهو شعوذة ووهم باطل .
فتح المندل :-
المندل هو عبارة عن فنجان من الخزف يملأ بالزيت والحبر الأسود ويؤتى بغلام صغير لم يبلغ الحلم أي بين التاسعة والثانية عشر ويكون في حالة طبيعية دون وهم أو فزع أو خوف ثم يكتب فاتح المندل عزيمة خاصة على جبهة الصبي ثم يأمره أن يخبره بما شاهد فإذا شاهد ملوك الجن طلب من الصبي أن يسألهم عن الشيء المفقود والذي قد يكون الكشف عن السرقات أو أسرار الجرائم الغامضة أو معرفة أماكن بعض الأشياء المختلفة وكذلك فقد يستخدم المندل في معرفة بعض النتائج مسبقا وبعد انتهاء الغرض يقوم فاتح المندل بتلاوة عزيمة خاصة ويعود الصبي إلى حالته الأولى .
قراءة الكف :-
في رأي ممارسيه أن الخطوط التي في كف الإنسان إنما تولد معه وتمحى بموته , ويدعون أن خطوط اليد الطولية والعرضية والتعرجات الموجودة في الكف تحدد عمر الإنسان طولا وقصرا وتنبىء عما سيحصل لصاحبها من سعادة أو تعاسة وغيرها . فهناك خط القلب وخط المستقبل وخط العمر وخط الإنجاب أو عدم الإنجاب لكن من الواضح أن هذه الخطوط لا يمكن أن تنم عن حقيقة شخصيات البشر ولا تحدد مستقبلهم وإنما هذا العلم هو عبارة عن نوع من الفراسة والمهارة الناتجة عن الممارسة والخبرة في مشاهدة الخطوط على الأيدي .
قراءة الفنجان والودع والحجارة وغيرها :-
قد يأخذ بعض الأشخاص في التحديق في فنجان القهوة بعد أن ينتهي صاحبها من احتسائها وذلك لمعرفة المستقبل وتحديد الآمال والأحلام , وذلك دون أي أساس من الصحة , ولكن ذلك نوع من التنبؤات والادعاءات التي غالبا ما تكون غير صحيحة ولكن الذي يحدث أن الناس يكونون مهيئين لتصديق ما يقال لهم وقد وضعوا ثقتهم في هذا القارئ العالم في نظرهم وكذلك من يستخدمون الودع والحجارة فيلقونها على الأرض وقراءة ما توحيه لهم أشكالها التي تشكلت بها من خلال إلقائها على الأرض ولكنهم كلهم دجالون يحفظون تلك العبارات التي يقولونها عن ظهر قلب ويذكرونها دائما وربما صدق قارئ الفنجان أو ضارب الودع مرة ولكن تأكد أنها مصادفة بحتة والمصادفة كما تعلم ليست أساسا سليما للمعرفة الصحيحة .
التوقيع :-
قد ينظر أحد الأشخاص إلى توقيعك الذي خطته يدك ثم يقول لك انك متفائل أو متشائم أو عصبي المزاج أو عاطفي ... الخ وذلك في صورة متشابهة لقراءة الكف وهي أيضا نوع من الفراسة .
الحاسة السادسة :-
هي عبارة عن توقع الإنسان للحدث قبل وقوعه , ولكن هذه الحاسة السادسة يمكن أن نردها إلى نوع من الفراسة تميز الشخص العادي وليس الساحر , وهذه الفراسة هي شيء معنوي فطري في الإنسان يمكن تنميته بالخبرة والممارسة فقد يشعر الإنسان في وقت ما بهاتف داخله يخبره بما يتوقع حدوثه من أمور ويمكنه إدراك ذلك باستخدام عقله , كما قد ينتاب الشخص شعورا قويا بأن الخطر يكمن قريبا جدا منه مما يجعله متأهبا حذرا , ولكن إذا رجعنا إلى الوراء قليلا فربما وجدنا تجربة ما أو حادثة قد وقعت لهذا الشخص في نفس المكان أو في مكان قريب منه مما جعل هذا الشعور ينتابه مرة أخرى .
التمائم والاحجبة :-
يلجأ بعض السحرة والمشعوذون إلى كتابة أحجبة يحملها الشخص أو صاحب الحاجة حتى تقيه من شر ما أو تدفع عنه الأذى أو الخوف والمكروه أو لتحقق له ما يطلبه . والأحجبة عبارة عن كلمات متداخلة ببعضها أو خطوط متراكبة فوق بعضها أو كلمات أعجمية أو أسماء جن والحجاب بهذا الشكل هو إشراك بالله سبحانه وتعالى وكفر به وبقدرته لأنه لا يدفع الضر والأذى إلا الله سبحانه ويكفي من يخشى أمرا من الأمور أن يتلو آيات الله المحكمات حتى تقيه من الشر وتفتح له أبواب الخير والبركة كذلك فالتمائم أو التعاويذ ومفردها عوذ وهي ما يتعوذ به الناس لدفع الشر أو الأذى أو لتحقيق حاجة ما , وكانت عبارة عن خرزة صغيرة يعلقها الأعراب لأولادهم , وهذه التعاويذ أيضا من صور الإشراك بالله تعالى لأنه جل شأنه هو الذي يملك دفع الأذى وجلب الخير ولا أحد سواه يملك ذلك .