د/علاء أبوضيف Admin
عدد المساهمات : 2263 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: تفسير حديث ( لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين). الجمعة ديسمبر 03, 2010 2:34 am | |
| سؤالي يتعلق بحديث قرأته في تفسير ابن كثير ، في تفسيره للآية الواحدة والخمسين من سورة القلم والحديث
يقول:-( نَعَمْ فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبِقُ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْن) وسؤالي هو:-إذا كان الله عز وجل قد قدر لكل مخلوق
ما سيكون ، وحفظ ذلك في اللوح المحفوظ ، وأن ما قدره سيحدث بكل تأكيد ، فكيف تتفوق العين الشريرة على
القدر ؟ هل المقصود من هذا هو التأكيد على قوة العين الشريرة ؟ أرجو أن يكون السؤال واضحا .
وجزاك الله خيرا .
**الجواب:-هذا الحديث رواه الإمام مسلم (2188) في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
عن النبي(صلى الله عليه وسلم)أنه قال:-(الْعَيْنُ حَقٌّ ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ).
وروى الترمذي (2059) عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت:-(يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ
إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ ، فَقَالَ:-نَعَمْ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) وصححه ابن عبد البر في
“الاستذكار” (7/409) ، وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1252).
وليس في هذا الحديث ما يدل على معارضة العين لقدر الله عز وجل ، بل هي من القدر ، وكل ما يصيب
الناس من مصائب وابتلاءات إنما هي من أقدار الله ، ولكن الحديث جرى مجرى المبالغة في إثبات أثر العين ،
كي يندفع ما في قلوب بعض الناس من الشك في تأثير العين على الإنسان ، ففي هذا الحديث إثبات أثر العين ،
وتأكيد ذلك بأسلوب المبالغة في سرعة التأثير وقوته ، وفيه أيضا إثبات أن العين من قدر الله .
قال القرطبي رحمه الله:-(ولو كان شيء سبق القدر لسبقته العين):-هذا تحقيق لإصابة العين ، ومبالغة فيه
تجري مجرى التمثيل ، لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء ، فإن القدر عبارة عن سابق علم الله تعالى ونفوذ مشيئته
ولا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، وإنما هذا خرج مخرج قولهم :- لأطلبنك ولو تحت الثرى.
أو:-لو صعدت إلى السماء ، ونحوه مما يجري هذا المجرى ، وهو كثير” انتهى بتصرف يسير .
المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم” (5/566) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله:-وفي قوله(صلى الله عليه وسلم):-(لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين)
،دليل على أن المرء لا يصيبه إلا ما قدر له ،وأن العين لا تسبق القدر،ولكنها من القدر” انتهى “التمهيد”
(6/240).
وقال أيضا رحمه الله:-وفي قوله:-(لو سبق شيء القدر لسبقته العين ) دليل على أن الصحة والسقم قد علمهما
الله تعالى ، وما علم فلا بد من كونه على ما علمه ، لا يتجاوز وقته ، ولكن النفس تسكن إلى العلاج والطب
والرقى وكل سبب من أسباب قدر الله وعلمه” انتهى .الاستذكار(8/403) .
وقال القاضي عياض رحمه الله:-(لو سبق شيء القدر سبقته العين):-بيان أن لا شيء إلا ما قدره الله وأن كل
شيء من عين وغيره إنما هو بقدر الله ومشيئته ، لكن فيه صحة أمر العين وقوة دائه” انتهى .
إكمال المعلم” (7/85) .
قال النووي رحمه الله:-(ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) فيه إثبات القدر ، وهو حق بالنصوص وإجماع
أهل السنة ، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى ، وسبق بها
علمه ، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى” انتهى .“شرح مسلم” (14/174)
وقال أبو الوليد الباجي رحمه الله:-(لو سبق القدر شيء لسبقته العين) يقتضي أنه لا يسبق القدر شيء …
لكن لما كان تأثير العين تأثيرا متواليا بينا قال فيه(صلى الله عليه وسلم)هذا القول على معنى المبالغة فيه”نتهى
“المنتقى شرح الموطأ” (7/258) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:-“جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين ، لا أنه يمكن أن يرد القدر
شيء ، إذ القدر عبارة عن سابق علم الله ، وهو لا راد لأمره ، أشار إلى ذلك القرطبي ، وحاصله:-لو فرض
أن شيئا له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين ، لكنها لا تسبق ، فكيف غيرها ؟!” انتهى ،“فتح الباري”
(10/203-204) .
والله أعلم .
| |
|
*احلام الياسمين*
عدد المساهمات : 667 تاريخ التسجيل : 12/04/2011 الموقع : الجزائر
| موضوع: رد: تفسير حديث ( لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين). الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 3:57 pm | |
| الله يبارك فيك كل يوم نتعلم منك شيء جديد ربنا يوفقك لكل خير ان شاء الله | |
|