أتدري من زوجتك ؟. إنها فراشك وموضع سرك ، وأسيرة بيتك ، إنها موطن المودة والرحمة التي قال الله عنها
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمة)
إني أخاطبك ، وأنادي فيك رجولتك قبل عقلك ، أخاطبك وأناديك بخطاب رسولك صلى الله عليه وسلم يوم أن
قال : رفقا .. رفقا بالقوارير ألم تسمع قول ربك لك
( " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ")
ألم تتأمل قول رسولك صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا "
ألم تفقه قوله عليه الصلاة والسلام " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
ألم تهزك كلماته الجميلة وهو ينادي الرجال " خياركم خياركم لنسائهم "
وقوله " إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله "
ألم تقرع أذنيك وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع وهو يقول أمام الآلاف من الرجال " اتقوا
الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله "
ويقول " استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت
تقيمُه كسرت ، وإذا تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا "
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى " وعاشروهن بالمعروف " أي : طيِّبوا أقوالَكم لهنَّ، وحسِّنوا
أفعالَكم وهيئاتكم حسب قدرتكم كما تحبُّ ذلك منكم .. نعم .. كم هم الرجال الذين يتوهمون أن الزواج هو
مقبرة الحب والرومانسية ، وأن الرومانسية في التعامل مع الزوجة وتبادل الأحاسيس الرقيقة ، والمشاعر
المرهفة معها ، وبثّها حديث الغرام ومناجاتها بأشعار الهيام شيء خاص مقصور على أيام الملكة فقط تنتهي
صلاحيته مع نهاية الملكة ، وهذا في الحقيقة ظن خاطئ ووهم كبير ، كيف لا ..؟ والإعتراف المتبادل بالحب
والمودة الصادقة الخالصة بين الزوجين هو الذي يسموا ويترعرع ويكبر تحت ظل شجرة الزواج الوارفة الظليلة
فإكرام المرأة وحسن معاملتها دليل على شخصية الرجل ونُبله وإهانتها علامة على الخسةِ واللوم ،
وكما قيل:-ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ، تقول عائشة رضي الله عنها كنت ألعب بالبنات أي
بالعرائس عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنا صغيرة وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان عليه الصلاة
والسلام إذا دخل يتقمعن منه ( أي يدخلن وراء الستار ) فإذا رأى ذلك أرسلهن إليّ فيلعبن معي " وتحكي لنا
موقفا آخر فتقول رضي الله عنها " دخل الحبشة إلى المسجد يلعبون بالحراب فقال يا حميراء أتحبين أن تنظري
إليهم ، تقول : فقلت نعم : فجئته فجعلت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده وهو يسترني بردائه قالت
فقال حسبك فقلت : يا رسول الله لا تعجل ، فقام إلي ، ثم قال حسبك ، قلت يارسول الله لا تعجل ، قالت رضي
الله عنها : والله ما لي من حُبٍّ في النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني عنده "
وفي رواية أخرى تقول " فوالله لم يكن لينصرف حتى أكون أنا التي أنصرف " إنه التقدير لهموم الزوجة ولو
كانت صغيرة .
واقول لك اخي ليس من الرحمة أن تكسر قلب فتاه أو امرأة أحبتك.ليس من الرحمة أن تعلقها بك ثم تتخلى
عنها ولاتتزوجها وحرام عليك أن تتركها تتزوج من رجل آخر وتظل مشغولة بك .أو تجعلها تقارن طوال حياتها
بين من تزوجته ومن تظن نفسها أنها أحبته قبل الزواج .حرام عليك أن تعرف فتاه أنت تدرك أنك لن تتزوجها
.هذا ليس من الرحمة ...رفقاً بالنساء ..كذلك الأب الذي عنده بنات، لايضربهن، ويعلمهن بالتفاهم ومن أنواع
الرحمة..الرحمة بالخدم..يقول النبي صلى الله عليه وسلم( هم اخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن
كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم ، وليلبسه مما يلبس، ولاتكلفوهم مايغلبهم، فان كلفتوهم فأعينوهم) متفق
عليه..هذه هي حقوق الانسان في الاسلام.