لقد استطاع الغرب أن يفرض الثقافة الغربية في بلاد المسلمين، ونجح في جعل الإسلام مجرد اسم يحمله
المسلمون، ويجهلون عنه الشيء الكثير، وأبقى بعض التقاليد التي نسبها إلى الإسلام، بينما هي لا تمت إليه
بصلة، ومنها: إن المرأة ليس لها في الإسلام دور فعّال، ولا يؤخذ رأيها حتى في أمور تخصها، حتى شعرت
أنها دُفنت في الحياة وهي حية. ولما ثارت المرأة لنفسها، وأرادت أن تفعل شيئاً، راحت تطالب بالمساواة
والعدالة على النمط الغربي؛ لأنها اعتقدت، عن جهل، أن الإسلام لا يعطيها حقها، فخرجت، بدعوة من الغرب
الرجيم ودعاية، لتتعلم وتعمل دون الشروط الإسلامية التي تحفظ لها كرامتها، وحمّلت نفسها فوق طاقتها..
فأحست عندها بالتعب والمذلة، وصارت تتخبط في هذه الحضارة... ولكن هذه المرأة المسلمة التي ضاعت بين
عادات وتقاليد منسوبة إلى الإسلام وتحرمها الكثير، قررت أن تؤوب إلى الإسلام ليخلصها من هذا الضياع،
فأخذت تتعلم، وتفهم الشرع الإسلامي، وبدأت تجد نفسها شيئاً فشيئاً... وجدت أن لها في الإسلام كياناً وكرامة،
وأن لها حقوقاً، وعليها واجبات، مثل الرجل تماماً، إلا فيما اختصها به الله تعالى، واختص الرجل به.
إن المرأة في الحضارة الغربية يقيسونها بجمالها، في الدرجة الأولى، ويستغلون أنوثتها، وكلما كشفت عن
مفاتنها، كان لها فرصة في العمل أكثر. وهذه حقيقة لا ينكرها أحد... ولكن كم هو عدد الجميلات في العالم؟
ربع النساء؟ فأين حق النساء الباقيات؟ هل هذه هي العدالة والمساواة في هذه الحضارة؟ ربع النساء يتمتعن،
وثلاثة أرباع ليس لهن أي حظ في الدنيا!
أما الإسلام فقد نظر إلى المرأة كما نظر إلى الرجل، بدليل أنه فرض عليها الحجاب، وجعل قيمتها في
التزامها، وعاملها على أنها إنسان وليس شكلاً، أو سلعة تعرض للزبائن.. وهذا مظهر من مظاهر المساواة في
الإسلام، الذي لم يفرق بين رجل وامرأة، إلا بالتقوى.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم).
[الحجرات 13] .
إن الحجاب فرض من الله تعالى، ونحن نعتز بهذا الفرض؛ لأنه يعني لنا الكثير، وارتديناه عن قناعة ورضى،
دون أي ضغط من أحد.. إن الحجاب يعني لنا الطهارة، والشرف، والعفة، والكرامة، والفخر، وهو مانع من
الفساد والفاحشة... ولو لم يفرض علينا الحجاب، لكانت حالنا كحال نساء الحضارة الغربية، ينظر إلى شكلنا، لا
أعمالنا، وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا... فالحمد لله الذي فرض علينا الحجاب.
إنني أقول للمسلمة في الغرب أن لا تسمع للذين يقولون إنه يحق لها أن تخلع حجابها بحجة الضرورة، وأقول:
أين الضرورة، التي هي خوف الهلاك، في هذا الموضوع؟ وأقول لها: إنه إذا أصرت الدولة على منع الحجاب
في المدارس والمؤسسات العامة، فعليها ترك هذه الأماكن، والتزامها بالحجاب؛ لأن أمر الله فوق كل أمر، ولا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا اقتضى الأمر فإنه يجب عليها ترك هاتيك البلاد، لأن الله هو الرزاق.
وإياك أن تخلعي الحجاب، وإلا ستكون فتنة في الأرض وفساد كبير. واتقي يوماً سيسألك فيه الله عن حجابك،
فهل ستقولين إني كنت مستضعفة في الأرض؟ فيقول الله لكِ: ألم تكن أرض الله واسعة؟ فبمَ ستجيبين؟
إني أناشد كل مسلمة، في الغرب وفي العالم العربي، أن تلتزم بالحجاب وتصبر عليه، وإياها وخطوات الشيطان
الذي يريد أن يبدي سوءتها كما فعل إبليس من قبل، ولتحذر من أبالسة هذا الزمان.
منقوووووووووول.