قال عز من قائل :" رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "،آية(10)؛سورة الكهف.
- تعيش البلدان العربية وكل الدول الإسلامية في الوقت الراهن ،بل منذ سنوات عدة خلت واقعا جديدا لا تحسد عليه؛بحيث تحاك ضد أمة الخيرية المحمدية عدة مؤامرات في السر والعلن،بأذوات السلم التي قوامها المكر، و بآلات الحرب المذمرة،والتي يتم استعمالها بذكاء ببطش ووحشية من أعداء الدين مجتمعين؛ذلك وأنه في ظل نظام عالمي جديد تقوده الصهيومسيحية الأمريكية،تحت قيادة " أنبياء المال" من اللوبي الصهيوني الكافر بالله اللعين؛سواء أسرا كعائلة روتشيلد الممسوخة، أو منظمات يهودية متطرفة،وهي كثيرة وتشتغل تحت عدة مسميات، وبعدة غطاءات لا تحصى ولا تعد؛نظام عدواني خطير،محور الشر يتشكل تحت القصف بالقنابل وبهدير المدافع وأزيز الطائرات العسكرية الحربية؛سواء بالطيار او بدون طيار، مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة لتذمير الإسلام كعقيدة ووضع حد نهائي للحضارة الإسلامية بكل مكوناتها الثقافية والإجتماعية وبكل حمولتها الفكرية الأيديولوجية.
أحبتي الكرام،نحن اليوم كأمة أمام واقع بئيس ملؤه الذل والهوان؛بحيث أمام أعيننا أجمعين؛وللأسف الشديد تنتقل ثروات الأمة؛ كما قال أحد خلاص المسلمين:" من أيدي غلمان سفهاء قلدهم الله قيادة المسلمين،وآتتهم الأمة أموالها التي جعلها الله لها قياما، إلى أيدي الأعداء اللذين يبغون علينا بأمولانا،سلما وحربا"؛ حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم؛ اللهم هذا منكر؛لابد لنا اليوم من خلق وسائل للتلاحم وإيجاد مستلزمات للتآزر؛وذلك بخلق ترابط قوي مثين بين العلماء والحكام العرب والمسلمين؛فالعالم،كما هو معروف يبين،بينما الحاكم يبني على بيان العلماء الأجلاء؛خاصة والحالة هذه يحار فيها الحليم وتلتبس الأمور بتفاقم الفتنه؛ألم يان الأوان لكي ترص صفوف المسلمين بقيادة علمية موحدة وواحدة لمواجهة كل الأعداء بمرجعية علمية موحدة؛فلنستمد القوة من الله القوي العزيز لضبط الحكم بتوحيد السياسة بشرع الله على امتداد العالم الإسلامي برمته؛"وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"،آية (52)؛سورة المؤمنون.
أيها الإخوة والأخوات الكرام؛هذه هي بضاعتنا المطلوبة لمواجهة كل الاعتداءات وكل التحديات،بانتمائنا إلى رابطة العقيدة؛وبتحزبنا على الحق وللحق،كما يقال؛ آن الأوان لوضع حد لكل تحزب ضار، ولكل أسباب الفرقة والتشردم لنلم الشمل بالإلتزام المطلوب والمرغوب فيه من عقلاء الأمة وخلاصها من العلماء الربانيين؛إنه حزب الله المؤيد به ومنه؛" وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ"،آية (56)؛سورة المائدة؛إذا نحن كأمة القرآن الكريم بذلنا أسباب فريضة الإعتصام بحبل الله،كما أمر الله،وكما بينها لنا علماؤنا الأجلاء،القادة العلميون من أولي الأمر انتصرنا بعبادة علمية تفضي إلى الرشد.
قال سبحانه وتعالى:"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"،آية(١٠٣)؛آل عمران.
وفي الختام إخوة الإسلام لا يسعنا إلا أن ندعو العلي القدير بهذا الدعاء،سائلين المولى عز وجل الاستجابة لمطالب الرشد بتذلل من عبيده العباد:" اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشِيدًا، تُعِزُّ فِيهِ وَلِيَّكَ، وَتُذِلُّ فيه عَدُوَّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَتِكَ".
والله ولي التوفيق،وهو وحده من وراء القصد.
عبده ربه الحسن العبد،
فاس، المغرب.