السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((( سبحان الله عدد ما كان ، وعدد ما يكون ، وعدد الحركات و السكون)))
حديث مكذوب:-
----------
قال الشيخ (عبد العزيز الفوزان) في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد عندما سأل عن حديث
(سبحان الله عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون) بأنه حديث (غير صحيح)
وأنه لا يجوز قوله أو تبادله بالرسائل اللهم بلغت اللهم فأشهد.
ما صحة هذا الحديث:-
----------------
"أن رجلاً من السلف قال: لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكنات"
وبعد سنة قالها قالت الملائكة:-
أننا لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية فما أعظم هذه الكلمات التي لا تأخذ منك سوى ثوان.
يا فضيلة الشيخ هل هذا حديث صحيح تصل هذه عن طريق الرسائل لا أعرف هل صحيح أم لا؟
الجواب:-
-------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:-
فهذه الرسالة التي انتشرت عبر الجوال والإنترنت هي من جنس كثير من الرسائل التي بدأت تتداول في الآونة
الأخيرة، والتي لا يشك مَنْ له أدنى ممارسة ومطالعة في الأحاديث النبوية، وآثار الصحابة أنها ليست على
سنَنِهم ولا على طريقتهم في الأدعية والأذكار التي تشع منها أنوار النبوة،
وتظهر فيها الفصاحة والبلاغة العربية والبعد عن الألفاظ التي هي بأدعية المتأخرين المتكلفين أشبه منها بأدعية
سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) أو أدعية أصحابه الميامين.
ولّما كان البعض لا يستطيع ترويج بعض هذه الأدعية إلا بقصص، وكتب عليها بعضهم بعض القصص لتروج
على العامة فلعل هذه القصة التي سألت عنها من هذا الباب.
وإنني أكرر هنا ما كررته في أجوبة سابقة من التحذير من ترويج ما لم يثبت الإنسان منه عن آحاد الناس
وأفرادهم، فضلاً عن عليتهم، فضلاً عن الصحابة أو النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن هذا المسلك مخالف
تماماً لقول الله تعالى: "فتثبوا"، وفي القراءة الأخرى: (فتبينوا).
وليس بعاقل من حدث بكل ما سمع، أو نشر كل ما وصل إليه ولو كان قصده حسناً، فإن القصد الحسن لا يشفع
لصاحبه في تبرير مثل هذا الخطأ الجسيم، بل هذا العذر –أعني حسن القصد- من الشبه التي تعلق بها واضعو
الأحاديث على النبي –صلى الله عليه وسلم- بغية ترويج الخيرزعموا!.
فليتق الله أولئك الذين يروجون مثل هذه الرسائل، وليتثبوا منها قبل إرسالها، فإن لم يستطيعوا التثبت فليسألوا
أهل العلم، والاتصال بهم اليوم أسهل منه في أي وقت مضى. إما عن طريق الإنترنت -كهذا الموقع الذي
يعتني بجانب الفتوى- أو عن طريق رسائل الجوال، ولا عذر لأحد في نشر مثل هذه الرسائل الملفقة.
ومن تأمل القرآن والسنة وجد فيهما الغنية والكفاية عن ترويج مثل هذه الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية،
والله المستعان،والحمد لله ربالعالمين.