منتديات الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{منتدى ( إ سلا مى - ورقية شرعية ) معتدل ، متنوع}
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلم بالله والاقبال على الله.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحسن العبد




عدد المساهمات : 161
تاريخ التسجيل : 25/12/2016

العلم بالله والاقبال على الله. Empty
مُساهمةموضوع: العلم بالله والاقبال على الله.   العلم بالله والاقبال على الله. I_icon_minitimeالإثنين يناير 07, 2019 5:42 am

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

الأدب الديني: " عدة العبد المنيب".

9) العلم بالله والإقبال على الحق:

قال تعالى: & فذلكم الله ربكم الحق فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنا تصرفون&- سورة يونس،الآية (32).

1-/ الفصل الأول:

- الإقبال على الله.

إن التوبة النصوح كما قلنا في مراسلة سابقة هي انكسار و حياء،والإقبال على الله تعالى بالتوبة هو رجوع،وما عند المولى لا يطلب إلا بالطاعة،ثم إن التوبة عودة، والله تعالى فتح باب التوبة و لن يغلقها إلا عندما تغرغر، فالمولى يفرح بتوبة عبده، فتكفي هذه العناية لكي نقلع عن الذنوب ونتبرأ من العيوب،ثم إن الذنوب بالفعل هي التي تحجب البركات التي أودعها الله في هذا الكون عن المذنب.
وإذا ما تاب إلى رشده وآب إلى ربه ولهج لسانه بالاستغفار والذكر،كما جاء في إحدى المقالات:.-/- مزق استغفاره الحجب وحرق الأستار،التي كانت تحول بين العبد وما ساق الله له من بركات،فإذا بالخير يتدفق - يضيف المقال- يتدفق من كل جانب،وينحدر من كل صوب،على هذا النحو الذي صوره القران،قال تعالى: & فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال و بنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا&.
( نوح، 10-12).
( وللمذنب التائب حالة، وله مراحل سير إذا تاب،فهو تائب قد تاب،وأواه أواب، خشع بانقياد للمولى وأناب،و الله عز وجل هو التواب،على وزن فعال،بصيغة المبالغة،كثير التجاوز)، كما يقول أهل العلم وأهل الاختصاص،وهذا كرم من المولى الكريم،والعبد الرجاع أواب ،تائب، نادم،رجاع إلى الله تعالى بالتوبة،كثير الذكر،مشغول الفكر ،همه التسبيح و التهليل والصلاة على الرسول الخليل صلى الله عليه و سلم،دائم العودة و الرجوع إلى ربه.
وهنا نجد الأوبة مرتبطة بالذنب الذي أذنبه العبد،يتخطى مستوى التوبة ليستقر في مكان أعلى و هي الأوبة،فالرجاع أواب يخاف عقاب الله تعالى،يكثر من الدعاء بقلبه الرقيق في مناجاة الأحد الصمد،مختليا، لا يراه إلا الرقيب الحسيب ويسجد ليقترب بجبهة على التراب يعلم بأن مصيره النهائي تحت التراب.
قال الله جل جلاله:& إن إبراهيم لأواه حليم&(التوبة 114).
فالتائب يرتفع في المستوى الوجداني العاطفي،إن العبد التائب يتقرب من مولاه بالدعاء، متحسرا في حياء و خشية و في صلاة بخشوع، يرجو من الغفار رحمته ومغفرته،عبد أناب، يتفكر في خلق الله تعالى ويتدبر الكتاب الكريم ويعمل لمعرفة الوهاب،وهذا بحق جانب عقلاني، قال تعالى: & من خشي الرحمان بالغيب و جاء بقلب منيب& (ق،33 الآية)، فالعبد التائب المنيب هو المخلص المقبل على طاعة الله تعالى،انه مستوى من الإيمان يقود إلى العبادة،ولدرجة الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون،فالمذنب المستغفر التائب المنيب يستسلم ويتبع ما أنزل من ربه عز وجل،قال تعالى : & قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله & - (الزمر، الاية53 ).
(إن الإنابة تقود العبد - كما يقول ابن القيم- إلى المحبة والخضوع الكلي لله تعالى،تدفع بالعبد إلى الإقبال على المولى و إلى الإعراض عما سواه،ولا يستحق اسم المنيب إلا من جمع هذه الأربع.
قال تعالى: & و أنيبوا إلى ربكم&(الزمر،الآية 54)، وقال عن خليله إبراهيم: & إن إبراهيم لحليم أواه منيب&(هود، الآية75 ).
يقول أحد العارفين بالله تعالىSad الرجوع إلى الله تعالى يستقيم بثلاثة أشياء: 1) الخروج من التبعات و هو التوبة من الذنوب التي بين العبد و بين الله مع أداء حقوق الخلق .
2) التوجع للعثرات أي يتوجع القلب،وينصدع ويتألم إذا عصى ربه و تجاوز أمره وأن يتوجع كذلك لعثرة أخيه المؤمن، حتى كأنه هو الذي عثر لا يشمت به،فهو عليل على رقة قلبه و إنابته.
3) استدراك الفائتات وهو المسارعة إلى الطاعة والى التقرب إلى الله تعالى بكل ما يرضيه وإدراك العبد بالصالحات قبل فوات الأوان.
كل هذا يدفع بالمنيب إلى إعداد العدة ليرشد، فينضبط ويلتزم بالحق ليوم اللقاء، و إلى العمل في الدنيا بعقدة الاستخلاف.
فخاتم الرسل صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، رحمة للكون برمته، مصداقا لقول الله الكريم {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
فكان النعمة المسداة والرحمة المهداة وهو القائل عن نفسه صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"؛ لذلك فالعبد المنيب يتأسى بسيد الخلق و يعمل بالاقتداء، موحدا ربه في طاعة وامتثال وخضوع وانصياع وحب.
إن "عدة العبد المنيب" هي إخلاصه في التوبة، والنية، في العمل،عدة المنيب هي الصدق في السر و في العلن، مع الثبات على الحق والعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالرفق والإحسان والتدرج،هي علم وصلاح، وعمل وعبادة بانقياد كلي للمولى، مع الدعوة إلى الله والصبر على الأذى، ذاكرا حامدا شاكرا، يزهد فيما عند الناس،عدة العبد المنيب هي علم وعمل وقراءة وكتابة بتواضع واعتراف لأهل الخير بالجميل، هي تزكية النفوس وتهذيبها،وأخيرا "عدة العبد المنيب"هي التأسي بخلق سيد و لد آدم النبي الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،الذي كان خلقه القران الكريم، فقد أثنى عليه المولى سبحانه في القرآن الكريم فقال {وإنك لعلى خلق عظيم}.
علمه ما لم يكن يعلم وأرسله رحمة للعباد،قال تعالى : & قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين&- (سورة المائدة ،الآية 18)،وأعظم بركة الرسول صلى الله عليه وسلم هي هذا الدين المبارك.
قال ابن حزم Sad من أراد خير الآخرة وحكمة الدنيا وعمل السيرة و الاحتواء على محاسن الأخلاق كلها واستحقاق الفضائل بأسرها،فليقتد بمحمد صلى الله عليه و سلم وليستعمل أخلاقه و سيره ما أمكنه،أعاننا الله على الاتساء به).آمين-/1/.
ثم إن الصحابة الأبراركلهم كالنجوم،كل من اقتدى بهم اهتدى،رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه،رجال أشداء على الكفار رحماء بينهم ،كانوا يستخيرون المولى عز وجل في كل أمورهم ويستشيرون فيما بينهم.
فالعبد المنيب يستفتي قلبه، باستخارة الواجد الماجد واستشارة كل عارف راشد،المؤمن المنيب يلازم الإيمان والتقوى لتحصيل البركة، فيؤتيه العليم الحكيم بالخير الكثير، وهكذا يتأهب بصدق النية وإخلاص في العمل للدعوة إلى الحق،والحق هو الله تعالى،سلاحه كتاب الله تعالى،لا يخاف في الله لومة لائم،ولا يضره من خذله،معتصما بالله تعالى ومتمسكا بحبله الذي هو القرآن الكريم، نور التقوى والهدى،قلبه متذلل و هو في حال المفتقر المنكسر المحتاج لله تعالى الاحتياج الكلي المطلق، فربنا هو نعم المولى وهو نعم النصير.
ثم إن صدق النية مع الإيمان الحق وعبادة التذلل و العمل الصالح أصل القرب من المولى، بذلك تنزل الأنوار الربانية، فينشرح القلب ويرقى العبد بين يدي المولى النصير،الجليل الجميل، خاشيا مترجيا متذللا، في منتهى الافتقار الكلي والانكساروالاحتياج المطلق لمولاه، رب السماوات والأرض وما بينهما وما نعلم وما لا نعلم، وهو علام الغيوب مطهر القلوب.
ولا اله إلا الله رب العرش العظيم

1/ الأخلاق و السير في مداواة النفوس، لابن حزم، صفحة 29.

الحسن العبد بن محمد الحياني،
فاس - المغرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلم بالله والاقبال على الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العارف بالله الرسول صلى الله عليه وسلم.
» الفتح من الله لعبد الله بفضل الله
» سالتكم بالله.
» ما بين العلم والخيال ..!.
» المساعده بالله عليكم.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الرحمن :: القسم ( الإسلامى ). :: منتدى التصوف إلاسلامى.-
انتقل الى: