د/علاء أبوضيف Admin
عدد المساهمات : 2263 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: عزالدين بن عبد السلام(2). الخميس ديسمبر 11, 2008 6:32 am | |
|
كيف ينادي عليناهذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟!
والله لأضربنه بسيفي.
ركب نائبالسلطان فرسه وأخذ معه جماعة من الأمراء،
وذهبوا إلى بيت الشيخ يريدونقتله، وطرقوا الباب، فخرج
ابن الشيخ فلما رآهم فزع ورجع إلى أبيه خائفًا
يخبره بما رأى، ابتسم الشيخ في وجهه، وقال له: يا ولدي أبوك أقل من أن
يقتل في سبيل الله، ثم خرج إلى أمراء المماليك، فنظر إليهم نظرة عزة
وإباء، وأطال النظر إلى نائب السلطان الذي كان شاهرًا سيفه؛ فارتعدت مفاصل
نائب السلطان وسقط السيف من يده، ثم بكى وسأل الشيخ أن يعفو عنه ويدعو له،
وتمَّ للشيخ ما أراد وباع الأمراء في المزاد واحدًا واحدًا، وغالى في
ثمنهم، ثم صرفه في وجوه الخير.
وكانت لسلطان العلماء (العز بن عبدالسلام)
مواقف إيمانية في ميدان الجهاد ضد التتار أعداء الإسلام
والمسلمين، وكان له دور فعال في هذا الأمر، ولم يَرْضَ أن تتحمل جماهير
الشعب وحدها نفقات الجهاد، وهو يعلم أن السلطان ورجاله لديهم أموال كثيرة
فقال: إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من
الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وأن
يؤخذ كل ما لدى السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحلي، ويبقى لكل
الجند سلاحه، وما يركبه ليحارب عليه ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ أموال
الناس مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال، فلا.
وقد اشترك الشيخ (عزالدين) بنفسه في الجهاد المسلح
ضد العدو، وكان دائمًا يحرض السلطان (قطز)
على حرب التتار حتى كتب الله له النصر في (عين جالوت) عام 658هـ(1260م)
وكان (العز بن عبد السلام) شجاعًا مقدامًا، فقد ذهب ذات مرة إلى السلطان
في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد الأمراء والخدم والحشم يقبلون الأرض أمام
السلطان، وشاهد الجند صفوفًا أمامه، ورأى الأبهة والعظمة تحيط به من كل
جانب، فتقدم الشيخ إلى السلطان، وناداه باسمه مجردًا، وقال: يا أيوب، ما
حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مصر، ثم تبيح الخمور؟ فقال السلطان نجم الدين أيوب:-
هل جرى هذا؟
قال الشيخ
نعم تباع الخمور في الحانات وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في
نعمة هذه المملكة، وأخذ الشيخ يناديه بأعلى صوته والعساكر واقفون.
فقال السلطان
يا سيدي هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي.
فقال الشيخ
أنت من الذين يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة..
فأصدرالسلطان أوامره بإغلاق تلك الحانات،
ومنع تلك المفاسد،وشاع الخبر بين
جمهور المسلمين وأهل القاهرة، فسأل أحد تلاميذ الشيخ عن السبب الذي جعله
ينصح السلطان أمام خدمه وعساكره في مثل هذا اليوم الكريم؟ فقال الشيخ:يا
بني، رأيتُ السلطان في تلك العظمة، فأردتُ أن أذكره لئلا تكبر عليه نفسه
فتؤذيه.. قال التلميذ: أما خفته؟ قال عز الدين: والله يا بني،استحضرتُ
هيبة الله تعالى فلم أخف منه.
وكان (العز بن عبد السلام) رغم فقره
كريمًا كثير الصدقات،فيحكى أنه لما كان بدمشق، وحدثت ضائقة، وعانى الناس
من قلة المال، وانخفضت أسعار البساتين فأعطته زوجته مصاغها، وقالت: اشترِ
لنا بثمنه بستانا نصيِّف فيه، فأخذ المصاغ وباعه وتصدق بثمنه، فسألته
زوجته: هل اشتريت لنا بستانًا؟ قال: نعم، بستانًا في الجنة، إني وجدت
الناس في شدة، فتصدقتُ بثمنه، فقالت: جزاك الله خيرًا.
وعاش الشيخ (عزالدين) 83 عامًا يدعو إلى الله ويجاهد
في سبيله، يأمر بالمعروف وينهي عن
المنكر إلى أن توفي عام 660هـ، فخرج الرجال والنساء والشباب والأطفال
يودعون سلطان العلماء، وصلى عليه سلطان مصر والشام - في ذلك الوقت- الظاهر
(بيبرس)وقد أشاد به العلماء والمؤرخون حتى أطلق
عليه تلميذه شيخ الإسلام(تقي الدين بن دقيق العيد)
لقب (سلطان العلماء).. رحم الله العز بن عبد السلام رمز العزة والإباء.
عدل سابقا من قبل د/علاء أبوضيف في الثلاثاء يناير 25, 2011 6:15 pm عدل 4 مرات | |
|
خاشعه لله
عدد المساهمات : 120 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: رد: عزالدين بن عبد السلام(2). الثلاثاء يوليو 27, 2010 9:58 pm | |
| جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك | |
|
د/علاء أبوضيف Admin
عدد المساهمات : 2263 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: رد: عزالدين بن عبد السلام(2). الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 4:32 pm | |
| | |
|
khalifa suoltane
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 15/10/2015 العمر : 57
| موضوع: رد: عزالدين بن عبد السلام(2). الجمعة أكتوبر 16, 2015 11:32 pm | |
| رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة ماواه مااحوجنا الى مثل هولاء العظماء في عصرناا هذا | |
|