الطريق إلى التميز ليس مستحيلاً:-
فقط أنت بحاجة إلى أن تعرف كيف تصل، وأن تسير على الطريق، مهما كانت المسافات بعيدة فعليك
بالاستمرار.
عليك في البداية إدراك أساس مهم للغاية، وهو أن تعلم أن نجاحك لا يعتمد على عملك ومهاراتك العملية
فحسب، بل يعتمد أيضًا على مهاراتك الشخصية وأفكارك وأخلاقك ومرونتك ومهاراتك الاتصالية وقدرتك
على التخطيط لحياتك واتخاذ القرارات وتنفيذها.
ثم يجب أن يكون لديك مفهومك الذاتي عن العالم، وإدراكك أن البيئة المحيطة بك مختلفة تمامًا عنك
وعن معتقداتك الشخصية وأفكارك، فتعلم المرونة,( وتدرب على الاختلاف في الرأي)، وتعلم أنه حين تختلف
مع رأي شخص آخر فهذا لا يعني أنك
تختلف معه على طول الخط أو تختلف معه كليًا، بل أنت في هذه الحالة تختلف مع فكرته فقط أو رأيه.
ولا تنس أن النجاح والتميز في العمل أو الأسرة ،أو الحياة عمومًا لا يأتي دفعة واحدة، بل هو عبارة عن سلسلة
من،(الإخفاقات والنجاحات)، وعليك أن تملك الإرادة لتجاوز الفشل والارتقاء نحو النجاح.
يحكى أن رجلاً يجمع بيض الحيوانات والطيور، أخذ بيضة نسر ووضعها وسط بيض الدجاج، وحين خرجت
الطيور من بيضها خرج النسر الصغير وسط الدجاج، فظل يعيش حياته باعتباره دجاجة مثلها حتى رأى مرة.
في السماء نسرًا رائعًا يطير في السماء، وعرف أنه نسر وليس دجاجة تسير على الأرض ولا تطير، فاستيقظ في
أحد الأيام مبكرًا قبل الدجاج، وحاول الطيران ،مثل النسر الذي رآه، وشاهدته دجاجة فسخرت منه
وقالت له:-أنت دجاجة لن تطير وسيأكلك النسر لو حاولت، فلم يستمع إليها وحاول الطيران، في أول مرة سقط،
ولكنه (حاول ثانية بإصرار) حتى طار في السماء فعلاً وأصبح يحلق بحرية في السماء
بجناحيه، فهل تريد أن تكون دجاجة على الأرض أم نسرًا في السماء؟
خطوات النجاح هناك بعض الخطوات التي ننصحك بالسير عليها حتى تصل إلى النجاح والتميز، وهي:-
* الأخلاق:-وهي سلوكك وتصرفاتك التي يراها الناس ويحكمون من خلالها عليك، وهي مثل جذور الشجرة
يجب أن تكون راسخة قوية، ولو أردت أن تغير سلوكًا عليك أن تغير الجذور في البداية. ومن الأخلاق التي
تميزك( الصدق والأمانة )
وحُسن اتصالك بالآخرين والإنصات لهم وتسامحك معهم ومرونتك معهم.
*الانتماء:-عندما تنتمي إلى شيء، عقيدة أو فكرة، وأن تنتمي إلى بلدك وتشعر بقيمة وأهمية هذا في حياتك،
فلهذا قيمة عالية جدًا، فقد وجدت إحدى الدراسات أن 38٪ من حالات الاكتئاب ناتجة عن (عدم الانتماء) لأي
فكرة أو بلد، فلو لم تشعر بالانتماء فمن السهل أن تقع في الطريق، لأنه لا توجد مرجعية تعود إليها في مواقف
حياتك. والانتماء يعطيك قوة كي تسير في الحياة بثقة، فعليك أن تعتز بأصلك وأهلك وبلدك، لأنها الخلفية التي
أتيت منها التي تبني عليها أساسيات حياتك وثوابتك فيها.
* الالتزام:-أي أن تستمر فيما تفعل، وتداوم عليه بلا توقف، فما يجعلك مُصرًا على فعل ما تريد وما خططت
له هو التزامك نحو هذه الخطة وقيامك بمسؤوليات حياتك، وأن تكون منضبطًا في تنفيذ خطتك، فلا تتهاون فيها
أو تكسل أو تؤجل لأي سبب، فهذا هو الالتزام المطلوب.
* الإصرار:-أن كون مُصرًا على تحقيق ما تريد، وأن تمتلك إرادة قوية وهمة عالية من أجل الوصول
إلى هدفك، ولا تستمع لأي صوت يريد أن يحبطك أو يجعلك تتوقف ،ولا تحاول، فاستمر دائمًا في السعي،
فإذا كنت تبحث عن عمل فحاول مرات كثيرة بلا ملل ولا يأس حتى تجد ما تريد، وإذا كنت تريد النجاح بتفوق
لابد أن تكون مُصرًا على هذا، فإصرارك يجعلك تذاكر باجتهاد وحماس من أجل تحقيق حلمك.
التخطيط والفعل الاستراتيجي:-لابد أن يكون لديك رؤية، ولابد أن تعرف ماذا تريد بشكل محدد، فحين
يكون لك رؤية واضحة، يمكنك أن تحدد خطوات تحقيقها والوقت اللازم لذلك. وبعد التخطيط يأتي الفعل
مباشرة، بأن تنفذ ما خططت له من أهداف، وبعد التنفيذ تقيم ما تم تنفيذه، وبناء على التقييم تبدأ في التعديل،
وهكذا بشكل مستمر حتى تحقق هدفك المطلوب.
*المهارات:-عليك أن تقرأ كل يوم على الأقل 30 دقيقة، وتسمع أشرطة سمعية مفيدة تعلمك خبرات ومهارات
جديدة تفيدك في حياتك، ففي المواصلات العامة يمكنك أن تقرأ وتستفيد من هذا الوقت، وتستغل مسافة الطريق
في شيء مفيد، وعليك أن تحرص على تعلم المهارات التي تجعلك متفوقًا في عملك، وتقودك إلى التميز،
واحرص على الإلمام بالجديد في مهنتك، وطور نفسك باستمرار.
ومارس موهبة تشعر فيها بالسعادة, (وتقدر بها ذاتك)، وخصص لها جزءًا من حياتك على حسب وقتك،
فممارسة الأنشطة المختلفة يجعلك متميزًا، ومارس رياضة تناسبك كي تكون نشيطًا باستمرار، فحركة الجسد
ونشاطه تساعدك على التفكير والتخطيط السليم.وأن تستمر على تقربك من الله وتواظب على قرأتك للقرأن
الكريم وحفظة إن امكن لك وعلى قدر المستطاع وسماعة إن لم يوجد عندك وقت لقرأته أو حفظة كما.
قال:-الله عز وجل(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (سورة صّ:29).
وقال-سبحانه وتعالى:-(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)
(النحل: من الآية89).
وقول الحبيب المحبوب ( صلى الله عليه وسلم )لحديث شامل لكل شىء،(من أراد الدنيا فعليه بالقرآن
ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معاً فعليه بالقرآن)وهذا الحديث بعض العلماء قالوا انه حسن يجوز
العمل به و البعض ،الآخرقال:-(لا أعرف حديثاً صحيحاً بهذا المعنى لكن جاء عن بعض السلف كسهل بن
عبدالله قوله(من أراد الدنيا و الآخرة فليكتب الحديث فإن فيه منفعة الدنيا و الآخرة) أخرجه الخطيب البغدادي
في شرف أصحاب الحديث والبيهقي في شعب الإيمان.
وذكر النووي وغيره أن الشافعي كان يقول:-(طلب العلم أفضل من صلاة النافلة)؛
وقال:-من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم).والآهم فى كل الآراء أن نتهتم بالقرأن الكريم
ومن خلاله رب العز بيفتح عالينا كل أبوا المعرفة.
منقول مع بعض الإضفات والتعديلات.