للاسف هذا الداعية الإسلامى فهم حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) خطأ وفسر بخطأ أكبر
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول
(سيكون قوم يعتدون في الدعاء)
(فإياك أن تـكـــون منهم، إن أُعطيت الجنة أُعطيتها وما فيها، وإن أعذتَ من النار أُعذت منها وما فيها من الشر)
(التعدي على الدعاء)مثل هذا حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال(لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له ) -رفع الصوت فوق الحاجة ،فإذا كان الإنسان يدعو بمفردة فالأصل في ذلك الإسرار بالمناجاة كما قال تعالى
(ادعوا ربكم تضرعاً وخفية)-ألا يستعجل الإجابة ،ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري (6340) ومسلم (2735)
فإذا دعا المسلم ربه فإنه لا يخلو الحال من (ثلاثة أمور) جاء ذكرها في قول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
(ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال ، إما أن يعجل له دعوته
وإما أن يدخرها له في الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذا نكثر ، قال : الله أكثر )
رواه أحمد (10749) والترمذي (3573) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2199)
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهفقوله وانصرني على من بغى علي« دعاء عادل لا دعاء معتد يقول: انصرني على عدوى مطلقاً.
ومن الإعتداء قول الأعرابي(اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً« فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-
لقد تحجرت واسعاً يريد رحمة الله)
أن يتقصد السجع في الدعاء ويتكلفه.
قال البخاري رحمه الله في صحيحه: »باب ما يكره من السجع في الدعاء« ثم ذكر أثراً عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: »حدث الناس كل جمعة مــــــرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي
القوم وهم في حديث من حديثهم فتقـص عليهم فـتـقـطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه.
فإنظر السجع في الدعاء فإجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفـعلون إلا ذلك الإجتناب«(25).
فأفضل الآشياء إلى الله الدعاءعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال:
( الدعاء هو العبادة ) ثم قرأ:
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) غافر/60. قال الألباني : صحيح ( انظر : صحيح سنن الترمذي برقم 2685 )
وعنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )
حسنه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي برقم ( 2684)
وعنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
( من لم يسأل الله يغضب عليه )
حسنه الألباني ( انظر : صحيح سنن الترمذي برقم 2686 ) .
هذا ما تيسر انتقاؤه من كـتــب أهل العلم، والله أسأل أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم.