مصر فى القرأن الكريم وعن لسان الصادق المصدوق محمد ابن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام
وعلى ال بيته وأصحابه الطيبين الطاهرين.
ذكرت مصر فى القرآن الكريم فى (
ثمانيه وعشرين)
موضعا،
(خمسة) منها بصريح اللفظ
(
وتسعة عشر) دلت عليه القرائن والتفاسير
والباقى جاء بشكل غير مباشر
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا
وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) (61البقرة)
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ
وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف 21).
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ
وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) (يوسف 99 )
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس 87)
(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ
يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي
مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) ( الزخرف 51)
و منها ما جاء بشكل غير مباشر فى قوله تعالى
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) ( يوسف55 )
(وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) ( القصص6)
والأرض فى الآية (هى مصر)وقد ذكرت فى (
عشر مواضع) بإسم الأرض
فى القرآن كما ذكر عبدالله بن عباس .
(وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) (القصص20)
ذكر دعاء الأنبياء عليهم السلام لمصرقال عبدالله بن عمرولما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها
ومن يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما (رأى مصر) رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته
من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمه ، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب
إليه بالرحمه فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنه تسقى بماء الرحمه ، فدعا يديم فى النيل بالبركة ،
و دعا فى أرض مصر بالرحمه و البر و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها (سبع مرات).
و قال:يأيها الجبل المرحوم ، سفحك جنه و تربتك مسك ، يدفن فيها غراس الجنه ،أرض حافظه مطيعه رحيمه
،لاخلتك يا مصر بركة ، و لازال بك حفظ ، ولا زال منك ملك و عز .
(أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا عن بن زولاق )
أما دعاء نوح عليه السلاملها فقال عبدالله بن عباس " دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال
(اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد وغوث العباد )
ذكر من ولد بمصر من الأنبياء و من كان بها منهم عليهم السلام
(كان بمصر إبراهيم الخليل ، و إسماعيل ،و إدريس ، و يعقوب ، و يوسف ، و إثنا عشر سبطا) .
(وولد بها موسى ، وهارون ، و يوشع بن نون ،و دانيال ، و أرميا و لقمان)(وكان بها من الصديقيين و الصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيره وقال
على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل ، و كان بها الخضر،آسيه امرأة فرعون و أم إسحاق
ومريم ابنه عمران ، و ماشطه بنت فرعون) .
(من مصر تزوج إبراهيم الخليل (هاجر) أم اسماعيل و تزوج يوسف من (زليخا) ، و منها أهدى المقوقس
الرسول عليه الصلاه و السلام (ماريا القبطيه) فتزوجها و أنجبت له إبراهيم .
و يذكر أنه لما أجتمع الحسين بن على مع معاويه قال له الحسينإن أهل حفن بصعيد مصر و هى قريه ماريه أم إبراهيم فاسقط عنها الخراج إكراما لرسول الله ، فأسقطه .
أما عمر بن الخطاب رضى الله عنه
فقد كتب إلى عمرو بن العاص قائلا أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك و هى أرض واسعه عريضه رفيعه ، قد أعطى الله أهلها عددا و جلدا و قوة
فى البر و البحر ، قد عالجتها الفراعنه و عملوا فيها عملا محكما ، مع شدة عتوهم فعجبت من ذلك ، وأحب
أن تكتب لى بصفة أرضك كأنى أنظر إليها ، و السلام .
فكتب إليه عمرو بن العاص كتاب قد فهمت كلامك وما فكرت فيه من صفه مصر ، مع أن كتابى سيكشف عنك
عمى الخبر،و يرمى على بابك منها بنافذ النظر ، وإن مصر تربه سوداء و شجرة خضراء ،بين جبل أغبر
و رمل أعفر ، قد أكتنفها معدن رفقها (أى عملها ) و محط رزقها ، ما بين أسوان إلى منشأ البحر ،
فسح النهر(تدفقه) مسرة الراكب شهرا ، كأن ما بين جبلها و رملها بطن أقب (دقيق الخصر)وظهر أجب ،
يخط فيه مبارك الغدوات ،ميمون البركات نيسيل بالذهب ، و يجرى على الزياده و النقصان كمجارى الشمس
والقمر،له أيام تسيل له عيون الأرض و ينابيعها مأمورة إليه بذلك حتى إذا ربا و طما و أصلخم لججه
(أى إشتد) وأغلولب عبابه كانت القرى بما أحاط بها كالربا ، لا يتوصل من بعضها إلى بعض إلا فى السفائن
والمراكب،ولا يلبث غلا قليلا حتى يلم كأول ما بدا من جريه و أول ما طما فى درته حتى تستبين فنونها ومتونها
ثم أنتشرت فيه أمه محقورة ( يقصد أهل البلاد الذين إستذلهم الرومان) ، قد رزقوا على أرضهم جلدا وقوة
،لغيرهم ما يسعون من كدهم (أى للرومان ) بلا حد ينال ذلك منهم ، فيسقون سها الأرض و خرابها و رواسيها
،ثم ألقوا فيهمن صنوف الحب ما يرجون التمام من الرب ، فلم يلبث إلا قليلا حتى أشرق ثم أسبل فتراه
بمعصفر و مزعفر يسقيه من تحته الثرى و من فوقه الندى ،و سحاب منهم بالأرائك مستدر ، ثم فى هذا الزمان
من زمنها يغنى ذبابها ( أى محصولها ) و يدر حلابها ( اللبن ) و يبدأ فى صرامها ( جنى الثمر ) ، فبينما
هى مدرة سوداء إذا هى لجة بيضاء ، ثم غوطة خضراء ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضه بيضاء ن فتبارك الله الفعال
لما يشاء ، و إن خير ما إعتمدت عليه فى ذلك يا أمير المؤمنين .
الشكر لله عز و جل على ما أنعم به عليك منها ، فأدام الله لك النعمة والكرامة فى جميع أمورك كلها و السلام .
و قد ذكر الكثيرون من المسلمين الأوائل و غبرهم من فضائل و صفات مصر و أهلها الكثير والكثير،وما يناله
حاكمها من البركه و الرزق و الخير .
يا أرض مصر فيك من الخبايا و الكنوز،ولك البروالثروة ، سال نهرك عسلا ، كثر الله زرعك ،
و در ضرعك ، و زكى نباتك ، و عظمت بركتك و خصبت ، و لا زال فيك يا مصر خيرا ما لم تتجبرى
و تتكبرى ، أو تخونى ، فإذا فعلت لك عراك شر ، ثم يعود خيرك.
و فى التوراة ( مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أرادها بسوء قصمه الله )