أَخرجَ الطبراني عن عائشةَ ـ رضي الله عنها ـ قالت : جاء رجلٌ إلى النبيِّ
ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فقال:-يا رَسولَ اللهِ ، إِنَّكَ لأَحَبُّ إِليَّ مِن نَفسِي ، وَإِنَّكَ لأحب الي مِن وَلَدِي ، وَإِني
لأَكُونُ في البَيتِ فأذكرك فَمَا أصبر حتى آتِيَ فأنظر إِلَيكَ ، وَإِذَا ذكرت مَوتي وَمَوتَكَ عَرَفتُ انك إِذا دَخَلتَ الجنةَ
رُفِعتَ مَعَ النبيين، وَإِني إِذا دَخَلتُ الجنةَ خَشِيتُ أَلا أَرَاكَ ، فَلَم يَرُدَّ عليه النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ شيئا
حتى نَزَلَ جبريلُ ـ عليه السلامُ ـ بهذِهِ الآيةِ :-" وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " رَضي اللهُ عن هذا الصحابيِّ ما أبينَ محبَّتَهُ
وَأَوضَحَ مودته ! محبه يفضل بها رَسولَ اللهِ على كل غالٍ ، وَمَوَده تجعله يتململ في بيتِهِ وبينَ أبنائِهِ ، فلا
يرتاح حتى يَرَاهُ ، وَلَيسَ هذا وَكَفَى،بل تفكير يتعدى حدود الدنيا ويتجاوزها الى الاخره بل يخاف أن يحرم
رؤيته في الجنه فأي حب هذا الذي ملك عليه دنياه وأخرته ؟