حين تدغدغ فراشات الحزن عواطفك، وتشعر بأن قلبك مكسور فعلاً، فهذه بعض خيالات العشاق الذين يعانون
مرارة الحب وعذاباته. ولكن ماذا يقول العلم في ذلك؟
من الناحية العلمية، فإن الوقوع في الحب عملية أكثر تعقيداً مما نظن، فهو يحصل بسرعة البرق، كما تقول
دراسة أجريت في بريطانيا بعنوان "تصوير أعصاب الحب"، وتزعم أنّ المشاعر التي تلهب القلوب وتزيد من
سرعة دقاته، هي في الواقع نتيجة لنشاط سريع ومعقد في الدماغ.. أولاً وأخيراً.
وأوضحت الدراسة أنّ الوقوع في الحب والدخول في حالة عاطفية ملتهبة تدفع العاشق إلى التوق الشديد إلى أن
يكون مع الطرف الآخر لأطول فترة ممكنة، وكل ذلك يحصل نتيجة "لمكونات كيميائية" وعناصر سلوكية
موجهة!
فالحب إذاً، ليس مجرّد مشاعر كما نظن، بل هو عملية معقدة تجتاح 12 منطقة في الدماغ تعمل معاً من أجل
إنتاج "اللحظة السحرية" وإطالتها.
والغريب أنّه بعد تحليل أدمغة عدد من الرجال والنساء الذين يعتبرون أنفسهم في "حالة حب"، اكتشف الباحثون
أن أوّل نشاط دماغي خاص بالحب يحصل في خلال جزء من الثانية، أي بأسرع من الصوت!
لكن بعض المواد الكيميائية في الجزء الأمامي من الدماغ تشارك في تنظيم مشاعر الحب، عندما يكون العاشق
تحت تأثير نشوة تشبه تلك التي يسبّبها تعاطي المخدرات، فالوقوع في الحب له تأثير في الدماغ أشبه بتأثير..
الكوكايين!
والحب من الناحية العلمية، يشمل المشاعر الأساسية البسيطة منها والمعقدة، والدوافع التي توجه العاشق نحو
هدف محدد ليقع في حب شخص واحد دون سواه من ملايين البشر، فيكون مصيره إما الإدمان على الحب،
أو الحرمان من الحب، أو الرفض العاطفي.
وانتهى الباحثون الذين عملوا في تلك الدراسة "العصبيّة" عن الحب، إلى أنّه عندما يندمج الإنسان في حالة
"الهيام" أو الحب العنيف، غالباً ما تنشط المناطق الدماغية الخاصة بالعواطف والتحريض والإدراك الإجتماعي،
لكي يتولى الدماغ ترتيب الأمور على نحو يمنع الإنسان العاشق من "التهوّر" وإتّخاذ القرارات التي يمكن أن
يندم عليها لاحقاً، حين يتخذ قرار الزواج في اللحظات التي يكون فيها تحت تأثير..
الكوكايين العاطفي.