بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،
قرأنا مقالا يستحق إمعان النظر بأحد المواقع الالكترونية فيه تأمل فلسفي للشأن الأدبي الديني وكلمة من شاعر ملهم وأديب مفعم: " الأدب والدين – هسبريس" ،لكنننا على العكس مما ذهب إليه الشاعر الأديب نرى بأن الأدب والدين حاجة من حاجات المجتمع حتى يأتينا اليقين،فالأدب الديني يتميز عموما بمعناه الأخلاقي والوعظي والإرشادي،كما يقول بعض الأدباء، ثم انه ليس خاصا بالحضارة الإسلامية فقط بل هو أساسا أدب يرجع بأصوله إلى مظاهر التعبد الإغريقي وأيضا الكنيسة المسيحية،كما يرى آخرون،فما أحوجنا لنصوص أدبية دينية لأن دالة الحضارة حاليا،يقول أحد الأدباء الإسلاميين،يتجه تقدمها نحو مرحلة الغريزة،فخاصية الأدب الديني وخاصة الإسلامية منه فيها تجاوز الروح للجسد الفاني لتنعتق من أسر الطين منطلقة بذلك إلى عالم الملكوت الأعلى بأعلى عليين فتشاهد الحضرة القدسية وترتوي بالمعارف السبحانية،وهكذا ينظم الشاعر الزجال بمعرفة حقيقية وليس بمحتوى بئيس،وذلك على شاكلة ومنوال نهج علي كرم الله وجهه ببلاغته وأبو العتاهية بزهدياته والبصيري بشعر المديح في بردته،وأخيرا يبقى الأدب الديني عبارة عن تجارب شخصية تفضي مع مرور الوقت إلى نظرة ربانية قوامها الاستقامة على الطريقة،والطريقة في صلب الأدب الإسلامي ترتكز على أفضل كلمة وهي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله : لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،لا اله إلا الله بها نتأدب و عليها نحيا وعليها نموت وعليها نلقى الله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل،متفق عليه،تلكم هي رسالة الأدب الديني الإسلامي بكل فخر واعتزاز.
الحسن العبد بن محمد الحياني.