منتديات الرحمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{منتدى ( إ سلا مى - ورقية شرعية ) معتدل ، متنوع}
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د/علاء أبوضيف
Admin
د/علاء أبوضيف


عدد المساهمات : 2262
تاريخ التسجيل : 29/11/2008

الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم). Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).   الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم). I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 10, 2010 4:45 am

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها:-
---------------------------------------

السيدة زينب بنت جحش امرأة من علية نساء قريش هذب الإسلام نفسها، وأضاء قلبها بنوره وضيائه، واكسبها

التقوى والخلق الكريم، فأصبحت درة من الدرر المكنونة نادرة الوجود، وتعتبر سيدة من سيدات نساء الدنيا

فيالورع والتقوى والجود والتصدق، وقد غدت أما من أمهات المؤمنين بزواجها من النبي

(صلى الله عليه وسلم)، ومما زادها شرفا وتقديرا وذكرا عند المؤرخين على طول الدهر ذكر قصة

زواجها في القرآن الكريم، وبسببها أنزلت آية الحجاب ، فرفعت مكانتها وعلت منزلتهافي محارب العبادة ،

وكانت أواهة حليمة ، تصوم النهار وتقوم الليل ، وكانت سخية اليد، تجود بكل ما لديها دون أن تبخل أو تتوانى

في تقديم العون للفقراء والمحتاجين حتى غدت مثالا عظيما في الكرم والجود والخلق الكريم ،


وقد لقبت بألقاب عديدة منها:-
--------------------

أم المساكين ، ومفزع الأيتام ، وملجأ الأرامل، فهي امرأة سباقة إلى فعل الخيرات،ولها سيرة ندية عطرة

في تاريخنا الإسلامي ،

وبهذا تعتبر السيدة زينب –رضي الله عنها- قدوة عظيمة لكل مسلمة تحتذي بأخلاقها وخصالها النبيلة ،

و تقتفى أثرها،ويهتدي بهديها؛ ليكون ذلك سببا لها في الفوز برضا الله تعالى ورضا رسوله

(صلى الله عليه وسلم ).

اسمها ونسبها:-
----------
زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن مرة بن كثير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة"

وتكنى بأم الحكم.

من أخوالها حمزة بن عبد المطلب – رضي الله عنه – الملقب بأسد الله وسيدالشهداء في غزوة أحد ،

والعباس بن عبد المطلب الذي اشتهر ببذل المال وإعطائه في النوائب ، وخالتها صفية بنت عبد المطلب

الهاشمية ، أم حواري النبي (صلى الله عليه وسلم) الزبير بن العوام الأسدي . ولها إخوان هما عبد الله

بن جحش الأسدي صاحب أول راية عقدت في الإسلام وأحد الشهداء ، والآخر أبو أحمد واسمه عبد بن جحش

الأعمى ،وهو أحد السابقين الأولين ومن المهاجرين إلى المدينة ، ولها أختان إحداهما أميمةبنت عبد المطلب

عمة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والأخرى هي حمنة بنت جحش من السابقات إلى الإسلام ."

ولدت السيدة زينب – رضي الله عنها :–


في مكة المكرمة قبل الهجرة بأكثر من ثلاثين سنة"، وقيل أنها "

ولدت قبل الهجرة بسبع عشرة سنة". وقد نشأت السيدة زينب بنت جحش في بيت شرف ونسب وحسب ، وهي

متمسكة بنسبها ، ومعتزة بشرفأسرتها ، وكثيرا ما كانت تفتخر بأصلها ، وقد قالت مرة :-

"أنا سيدة أبناء عبد شمس".

إسلامهـــــــا:-
---------
كانت زينب بنت جحش من اللواتي أسرعن في الدخول في الإسلام، وقد كانت تحمل قلبا نقيا مخلصا

لله ورسوله،فأخلصت في إسلامها، وقد تحملت أذى قريش و عذابها، إلى أن هاجرت إلى المدينة المنورة مع

إخوانها المهاجرين، وقد أكرمهم الأنصار وقاسموهم منازلهم وناصفوهم أموالهموديارهم .

أخلاق السيدة الفاضلة وأعمالها الصالحة:-
-----------------------------
تميزت أم المؤمنين زينب بمكانة عالية وعظيمة، وخاصة بعد أن غدت زوجة للرسول وأما للمؤمنين.

كانت سيدة صالحة صوامة قوامة ، تتصدق بكل ما تجود بها يدها على الفقراء والمحتاجين والمساكين،

وكانت تصنع وتدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق به ،وهي امرأة مؤمنة تقية أمينة تصل الرحم .

كرم السيدة زينب بنت جحش وعظيم إنفاقها:-
--------------------------------
وهنالك العديد من المواقف التي تشهد على عطاء أم المؤمنين زينب بنت حجش الكبير، وتؤكد على جودها

وكرمها ، والذي تغدقه على المحتاجين بلا حدود ." أخرج الشيخان – واللفظ لمسلم - عن عائشة –

رضي الله عنها – قالت:-

قال رسول الله: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" قالت : فكن( أمهات المؤمنين ) يتطاولن أيتهن أطول يدا ،

قالت : وكانت أطولنا يدا زينب ؛ لأنها تعمل بيدها وتتصدق . وفي طريق آخر : قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا

في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نزل نفعل ذلك حتى

توفيت زينب بنت جحش ،وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا ، فعرفنا حينئذ أن النبي (صلى الله عليه وسلم)

إنما أراد طول اليد بالصدقة ، وكانت زينب امرأة صناع اليدين ، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.

عن عائشة – رضي الله عنها -

قالت: كانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي – (صلى الله عليه وسلم) – يخيطون به ويستعينون

به في مغازيهم."

وموقف آخر على بذلها المال وتصدقها به " ما حدثت به برزة بنت رافع فقالت : لما خرج العطاء ،

أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها ، فلما أدخل إليها قالت : غفر الله لعمر بن الخطاب ،

غيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني ، قالوا: هذا كله لك ، قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب

ثم قالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، ثم قالت لي:- ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان

وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها ، فقسمته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت برزة لها:- غفر الله لك

يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا المال حق ،

قالت زينب:- فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهما ، ثم رفعت يدها إلى السماء

فقالت:-اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا ."

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) ، ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب ، أتقى لله، وأصدق حديثا ،

وأوصل للرحم، وأعظم صدقة – رضي الله عنها."

" عن عبدالله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : " إن زينب بنت جحش أواهة " قيل :

يا رسول الله ، ما الأواهة؟ قال: " الخاشعة المتضرعة" و " إن ابراهيم لحليم أواه منيب " .

وقالت عائشة فيها :" لقد ذهبت حميدة ، متعبدة ، مفزع اليتامى والأرامل." قال ابن سعد – رحمه الله- :"

ما تركت زينب بنت جحش – رضي الله عنها – درهما ولا دينارا، و كانت تتصدق بكل ما قدرت عليه ،

وكانت مأوى المساكين ."

رواية زينب للحديث الشريف:-
---------------------
كانت السيدة زينب – رضي الله عنها – من النساء اللواتي حفظن أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)

ورويت عنها، وقد روت – رضي الله عنها أحد عشر حديثا ، واتفق الإمامان البخاري ومسلم لها على حديثين

منها. لقد روى عنها العديد من الصحابة؛ منهم:- ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش ، والقاسم بن محمد بن

أبي بكر، ومذكور مولاها. وروى عنها أيضا الكثير من الصحابيات منهن : " زينب بنت أبي سلمة وأمها أم

المؤمنين أم سلمة ، وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان المعروفة بأم حبيبة – رضي الله عنها - ،

وأيضا كلثوم بنت المصطلق.

ومن الأحاديث الشريفة التي رويت عنها - رضي الله عنها:-
-------------------------------------------
قالت زينب دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب ،

فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة ، خلوق أو غيره ، فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ، ثم قالت : والله ما

لي بالطيب من حاجة ، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم

الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ." الراوي: أم حبيبة رملة بنت

أبي سفيان - خلاصة الدرجة:-[صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح -

الصفحة أو الرقم: 5334.

ومما أخرجه البخاري " عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحشأن النبي (صلى الله عليه وسلم)

دخل عليها فزعا يقول:-(لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر اقترب،فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج

مثل هذه ) .

وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ، قالت زينب بنت جحش:فقلت:يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟

قال:-( نعم ، إذا كثر الخبث )الراوي: زينب بنت جحش - خلاصة الدرجة: [صحيح] -

المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3346
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8- أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها:-
------------------------------------------
سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفا منها. وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة

من سيدات وأمهات المؤمنين. نقف على سيرتها؛ لتكون لنا فيها عبرة وموعظة. ولنأخذ قطوفا دانية مباركة

من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة، وما أجمل سيرتـها العطرة.

رضي الله عنها وأرضاها.

نــشـأة جويرية أم المؤمنين:-
-------------------
هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم

بني المصطلق .

عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ،

وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.

بدايات النور:-
---------
بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا

يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فتجمعوا لقتال رسو ل الله

(صلى الله عليه وسلم)،وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي

(صلى الله عليه وسلم) وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا

من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة،

وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس

بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛

لأنها كانت تتوق للحرية.

زواج جويرية من الرسول (صلى الله عليه وسلم):-
-----------------------------------
وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس – أو ابن عم له –

فكاتبت على نفسها ، وكانت امرأة ملاحة تأخذها العين . قالت عائشة : فجاءت تسأل رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) في كتابتها ، فلما قامت على الباب ، فرأيتها كرهت مكانها ، وعرفت : أن رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) سيرى منها ، مثل الذي رأيت،فقالت:-يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ،

وإنما كان من أمري ما لا يخفى عليك ، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس ، وإني كاتبت على نفسي

، فجئتك أسألك في كتابتي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهل لك إلى ما هو خير منه ؟

قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك . قالت : قد فعلت .

قالت:-فتسامع – تعني الناس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد تزوج جويرية ، فأرسلوا ما في أيديهم

من السبي ، فأعتقوهم ، وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة

على قومها منها ، أعتق في سببها ، مائة أهل بيت من بني المصطلق.

الراوي:- عائشة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن القطان - المصدر: أحكام النظر -

الصفحة أو الرقم: 153

فقد كانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا

شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع

والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله".

فتزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصدقها 400 درهم.

قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية.

فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين (صلى الله عليه وسلم).

بركة جويرية:-
----------
وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) .

فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها:-

فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.

صفاتها وأهم ملامحها:-
---------------
كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ،

والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك

فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.

الذاكرة القانتة:-
---------
راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول

(صلى الله عليه وسلم) ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة .

فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي

القدير وتسبيحه وذكره .

ناقلة الحديث:-
--------
حـــدث عنـــها ابن عبــــاس، وعبـــيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك

الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي منه مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة،

عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم

الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم

وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.

وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية،

لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى

(صلى الله عليه وسلم)، ما تيسر لها ذلك.

ومن الأحاديث منها " دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جويرية بنت الحارث يوم الجمعة

وهي صائمة فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا قال:أتريدين أن تصومي غدا ؟

قالت:لا قال : فأفطري).

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح، لكن أعله الحافظ بالمخالفة -

المحدث:-الألباني - المصدر: صحيح ابن خزيمة - الصفحة أو الرقم: 2163.

لقاء الله وفاتها:-
----------
عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية، وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان

رضي الله عنهما.

وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وشيع جثمانها في البقيع

وصلى عليها مروان بن الحكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9- أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضى الله عنها:-
----------------------------------------

نسبها:-
-----
هي صفية بنت حيي بن أخطب. يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام.

تقول:-" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. فلما قدم

رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين

يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم. وسمعت

عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال نعم والله. قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم.

قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت".


مولدها ومكان نشأتها:-

---------------
لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف.

ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة. وأمها تدعى برة بنت سموال.

صفاتها:-
-----
عرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع ،

حياتها قبل الإسلام:-
-------------
كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام. أول أزواجها يدعى

سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم. ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري

صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود. قتل عنها يوم خيبر.

كيف تعرفت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم):-
------------------------------------
في السنة السابعة من شهر محرم، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود.

فعندما أشرف عليها قال:-

" الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".

واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقتل رجال خيبر، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها.

ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق. عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم، فصرخت

ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها، فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه. وقال لصفية بأن

تقف خلفه، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى. فقيل ان الرسول اصطفاها لنفسه.

وذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزا خيبر ، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس ،

فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وركب أبو طلحة ، وأنا رديف أبي طلحة ، فأجرى نبي الله

(صلى الله عليه وسلم) في زقاق خيبر ، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حسر الإزار

عن فخذه ، حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل القرية قال : الله أكبر ،

خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المنذرين . قالها ثلاثا ، قال : وخرج القوم إلى أعمالهم ،

فقالوا : محمد - قال عبد العزيز : وقال بعض أصحابنا : والخميس ، يعني الجيش - قال : فأصبناها عنوة ،

فجمع السبي ، فجاء دحية ، فقال : يا نبي الله ، أعطني جارية من السبي ، قال : اذهب فخذ جارية . فأخذ

صفية بنت حيي ، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، أعطيت دحية صفية بنت حيي ،

سيدة قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال : ادعوه بها . فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي

(صلى الله عليه وسلم) قال : خذ جارية من السبي غيرها .

قال:فأعتقها النبي (صلى الله عليه وسلم) وتزوجها فقال له ثابت:يا أبا حمزة ، ما أصدقها ؟

قال:نفسها ، أعتقها وتزوجها ، حتى إذا كان بالطريق ، جهزتها له أم سليم ، فأهدتها له من الليل ، فأصبح

النبي (صلى الله عليه وسلم) عروسا ، فقال:من كان عنده شيء فليجيء به .

وبسط نطعا ، فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وجعل الرجل يجيء بالسمن ، قال : وأحسبه قد ذكر السويق ،

قال:فحاسوا حيسا ، فكانت وليمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .

الراوي:أنس بن مالك - خلاصة الدرجة:[صحيح]-المحدث:البخاري - المصدر:

الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 371.

إسلامها:-
------
كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة.

فسألها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك، وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام.

فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه. وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة

في التوبة وحباً لهدي محمداً (صلى الله عليه وسلم).

عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها،

وكانت من بين النساء عائشة - رضي الله عنها- ذكر بأنها كانت منقبة. و بعد خروجها سألها رسول الله

عن صفية، فردت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله : " لقد أسلمت وحسن إسلامها".

يوم زفافها لمحمد عليه الصلاة السلام:-
---------------------------
أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر، ليتزوجا ولكنها رفضت، فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم.

فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء.

وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار.

كانت تعمرها الفرحة، حتى أنها نسيت ما ألم بـأهلها.

وأقيمت لها وليمة العرس، أما مهرها فكان خادمةً تدعى رزينة. وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام

على صفية، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها، فأخبرت زوجها بذلك،

فقال غاضبا: ً لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.

ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر، فأخبرته أنها خافت

عليه قرب اليهود.

قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زفت إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم).

مواقفها مع زوجات النبي:-
-------------------
بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال ما يبكيك

قالت قالت لي حفصة إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت

نبي ففيم تفخر عليك ثم قال اتقي الله يا حفصة " الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح -

المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 6143.

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حج بنسائه حتى إذا كان ببعض الطريق نزل رجل فساق بهم فأسرع،

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كذاك سوقك بالقوارير يعني النساء فبينا هم يسيرون برك بصفية ابنة

حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخبر بذلك فجعل

يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس فنزلوا،

ولم يكن يريد أن ينزل قالت فنزلوا وكان يومي فلما نزلوا ضرب خباء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ودخل فيه قالت فلم أدر على ما أهجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت أن يكون في نفسه شيء

فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أني لم أكن لأبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا وإني

قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني قالت نعم قال فأخذت عائشة خمارا

لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) فرفعت طرف الخباء فقال مالك يا عائشة إن هذا ليس بيومك قالت ذلك فضل الله يؤتيه

من يشاء قال مع أهله فلما كان عند الرواح قالت لزينب بنت جحش أفقري أختك صفية جملا وكانت

من أكثرهن ظهرا فقالت أنا أفقر يهوديتك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها

فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها

حتى يئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت إن هذا لظل رجل وما يدخل علي النبي

(صلى الله عليه وسلم) فدخل النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما دخل قالت يا رسول الله ما أدري

ما أصنع حين دخلت علي قال وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

فقالت فلانة لك فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده ثم

أصاب أهله ورضي عنهم.

الراوي: صفية بنت حيي - خلاصة الدرجة: [فيه] شمية أو سمية [الراوي عن صفية] فإن كانتا واحدة

فالحديث صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/621.

وفاة النبي عليه الصلاة و السلام:-
------------------------
عن زيد بن أسلم قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه ، واجتمع إليه

نساؤه ، فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزن أزواجه ببصرهن ،

فقال : مضمضن ، فقلن من أي شيء ؟ فقال : من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة.

الراوي: زيد بن أسلم - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة -

الصفحة أو الرقم: 4/347.

وبعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) افتقدت الحماية و الأمن، فظل الناس يعيرونها بأصلها.

مواقف أخرى لصفية:-
---------------
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته وقمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان

مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي (صلى الله عليه وسلم) أسرعا

فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) على رسلكما إنها صفية بنت حيي .

قالا:سبحان الله يا رسول الله ! ! قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، فخشيت أن يقذف

في قلوبكما شيئا – أو قال : شرا -الراوي: صفية - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني -

المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4994.

وفي عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل

اليهود، فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة" فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة،

وأما اليهود فإني أصل رحمي". وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: الشيطان. فأعتقتها صفية.

روايتها للحديث:-
-----------
لها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها

ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، واسحاق بن عبدالله بن الحارث،

ومسلم بن صفوان.

وفاتها:-
-----
توفيت في المدينة، في عهد الخلفية معاوية، سنة 50 هجرياً. و دفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين،

رضي الله عنهن جمعياً.


الخاتمة:-

-----
من خلال ما قرأت عن حياة صفية بنت حيي –رضي الله عنها- أعجبني موقفها مع عمر بن الخطاب

رضي الله عنه، عندما سألها عن يوم السبت وزيارتها لليهود. فرغم أنها أسلمت لم تنسى أهلها،

وهذا الشيء حث عليه ديننا الحنيف.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاطمه

فاطمه


عدد المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم). Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).   الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم). I_icon_minitimeالخميس يونيو 28, 2012 7:29 am

الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم). 9fcce2cd548600376fd7f8800aade298



كل الشكر والتقدير على الموضع الراائع عن نساء الرسول عليه الصلاه والسلام



سلمت يداك دكتور عـــــــــلاء



اجمل سلامي واغلى تحيااااااااتي



شـــــــــــــــــكراااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الثالث عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء الرابع عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).
» الجزء التانى عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).
» الجزء الآول عن زوجات الرسول(صلى الله عليه وسلم).
» عدل الرسول (صلي الله عليه وسلم) مع زوجاته.
» لرؤية الرسول (صلى الله عليه وسلم).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الرحمن :: القسم ( الإسلامى ). :: منتدى أمهات المؤمنين.-
انتقل الى: